باب من جعل الامر شورى بين المستصلحين له (أخبرنا) أبو الحسين بن بشر ان أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري ثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد ثنا عبد الله بن بكر ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة اليعمري ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه حمد الله وأثنى عليه ثم ذكر نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه ثم قال يا أيها الناس انى رأيت كأن ديكا نقرني نقرة أو نقرتين وانى لا أرى ذلك الا لحضور أجلي وان أناسا يأمرون (1) بان أستخلف وان الله لم يكن ليضيع دينه وخلافته وما بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم فان عجل بي أمر فالشورى بين هؤلاء الستة الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فمن بايعتم فاسمعوا له وأطيعوا وان ناسا سيطعنون في ذلك فان فعلوا فأولئك أعداء الله الكفرة الضلال انا جاهدتهم بيدي هذه على الاسلام وانى لا ادع شيئا أهم عندي من أمر الكلالة وما أغلظ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في شئ ما أغلظ لي فيه فطعن بإصبعه في صدري أو في جنبي ثم قال يا عمر يكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء وانى ان أعش اقض فيها بقضاء لا يختلف فيه أحد قرأ القرآن أو (2) لم يقرأ القرآن وانى اشهد الله على امراء الأمصار فانى إنما بعثتهم ليعلموا الناس دينهم وسنة نبيهم ويرفعوا إلينا ما أشكل عليهم وانكم أيها الناس تأكلون من شجرتين لا أراهما الا خبيثتين قد كنت أرى الرجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجد ريحهما منه فيؤخذ بيده فيخرج إلى البقيع فمن اكلهما فليمتهما طبخا الثوم والبصل - قال خطب لهم يوم الجمعة ومات يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة - أخرجه مسلم في الصحيح من حديث ابن أبي عروبة وغيره - (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الرحمن السلمي قالا أنبأ أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبو عوانة عن حصين عن عمرو بن ميمون في قصة مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال فقالوا أوص يا أمير المؤمنين استخلف فقال ما أحد أحق بهذا الامر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فسمى عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعدا و عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم وقال ليشهدكم عبد الله بن عمر وليس له من الامر شئ كالتعزية له وقال فان أصابت الامرة سعدا فهو ذاك والا فليستعن به أيكم ما أمر فانى لم اعزله من عجز ولا خيانة وقال أوصى الخليفة من بعدى بالمهاجرين الأولين ان يعلم لهم حقهم ويحفظ لهم حرمتهم وأوصيه بالأنصار الذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم ان يقبل من محسنهم وان يعفى عن مسيئهم وأوصيه باهل الأمصار خيرا فإنهم ردء الاسلام وجباة الأموال (3) وغيظ العدو وان لا يؤخذ منهم الا فضلهم عن رضاهم وأوصيه (4) بالاعراب خيرا فإنهم أصل العرب ومادة الاسلام ان يؤخذ من حواشي أموالهم فيرد على فقرائهم وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله ان يوفى لهم بعهدهم وان يقاتل من ورائهم وان لا يكلفوا الا طاقتهم - فلما قبض خرجنا به فانطلقنا نمشي - وذكر الحديث في دفنه قال فلما فرغ من دفنه ورجعوا اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم قال الزبير قد جعلت امرى إلى علي فقال طلحة قد جعلت امرى إلى عثمان وقال سعد قد جعلت امرى إلى عبد الرحمن فقال عبد الرحمن أيكما يبرأ من هذا الامر فنجعله إليه والله عليه والاسلام لينظرن أفضلهم (5) في نفسه وليحرصن على صلاح الأمة قال فاسكت الشيخان فقال عبد الرحمن أفتجعلونه إلى والله على أن لا آلو عن أفضلكم فقالا نعم قال فأخذ بيد أحدهما فقال لك من قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم في الاسلام ما قد علمت والله عليك لئن انا أمرتك لتعدلن ولئن انا أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك فلما اخذ الميثاق قال ارفع يدك يا عثمان فبايعه وبايع له على رضي الله عنهما وولج أهل الدار فبايعوه - رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل -
(١٥٠)