حتى الرعاة، فلما بلغه إنه محصور قال: (العير يضرط والمكواة في النار) (20) ثم بلغه قتله فقال: أنا أبو عبد الله إني إذا حككت قرحة أدميتها - أو قال:
نكأتها -. ثم دعا ابنيه عبد الله ومحمدا فقال: ما تريان؟ فقال له عبد الله: قد سلم [لك] دينك وعرضك إلى اليوم، فأقعد بمكانك. وقال له محمد بن عمرو أخملت نفسك وأمط ذكرك فانهض مع الناس في أمرهم هذا، ولا ترض بالدنية في العرب، فدعا [عمرو] وردان مولاه فأمره بأعداد ما يحتاج إليه، وشخص إلى معاوية، فكان معه [وهو] لا يشركه في أمره، فقال له [عمرو:] إني قصدت إليك وأنا أعرف موضع الحق، لتجعل لي في أمرك هذا حظأ إذا بلغت إرادتك، ولأن تشركني في الرأي والتدبير. فقال له [معاوية]: نعم ونعمت عين قد جعلت لك ولاية مصر (21) فلما خرج من عند معاوية قال لأبنيه: قد جعل لي ولاية مصر. فقال له محمد ابنه: وما مصر في سلطان العرب؟ فقال: لا أشبع الله بطن من لم تشبعه مصر.