وفي صحاح الجوهري: " المغنم والغنيمة بمعنى " 1.
وورد في الحديث من هذه المادة وأريد به الفوز بالشئ في باب ما يقال عند اخراج الزكاة من سنن ابن ماجة عن رسول الله (ص): " اللهم اجعلها مغنما ولا تجعلها مغرما " 2.
وفي مسند أحمد عن رسول الله (ص): " غنيمة مجالس الذكر الجنة " 3.
وفي وصف شهر رمضان " هو غنم للمؤمن " 4. إلى غير هذه الموارد من الحديث. وورد في كتاب الله تعالى: " فعند الله مغانم كثيرة " 5.
ويتلخص ما سبق:
ان العرب كانت تقول في الجاهلية والاسلام: سلبه إذا أخذ ما مع المسلوب وما عليه من ثياب وسلاح ودابة وتقول: حربه إذا أخذ كل ماله، وكانت النهيبة والنهبى عندهم تساوق الغنيمة والمغنم في عصرنا.
ووجدنا غنم الشئ غنما عندهم بمعنى فاز به بلا مشقة، والاغتنام: انتهاز الغنم، والمغنم: ما يغنم وجمعه مغانم. وفي الحديث " له غنمه " أي نماؤه وفاضل قيمته، وفي وصف شهر رمضان " هو غنم للمؤمن "، وفي الدعاء عند أداء الزكاة " اللهم اجعلها مغنما " و " غنيمة مجالس الذكر الجنة ".
وقالوا: الغنم في الأصل: الظفر بالغنم ثم استعمل في كل ما ظفر به من جهة العدى وغيرهم. وارى شمول الغنم لما ظهر بن من جهة العدى وغيرهم صار في العصر الاسلامي لا قبله.
وذلك لان المسلمين خاضوا أول معركة حربية تحت لواء رسول الله في بدر وتنازعوا في الأسلاب بعد انتصارهم وسلب الله عنهم ملكية ما استولوا عليه من أموال العدى وجعلها لله ولرسوله وسماه بالانفال، وبعد نزول هذا الحكم في سورة الأنفال، كان الغزاة في جميع الغزوات يأتون بكل ما ظفروا به إلى القائد ليتصرف فيه كما يراه،