امرك السرقة أو الزنا أو قتل النفس المحرمة، فالواجب ان تخالفهما وتطيع ربك.
تذكرت في هذا المقام قصة الحارث مع ولده في قتل أولاد مسلم بن عقيل، وقد ذكر في محله إلى أن قال اللعين لابنه: يا بني عصيتني؟ قال: لان أطيع الله وأعصيك أحب إلي من أن أعصي الله وأطعك.
وقال الصادق (ع): بر الوالدين من حسن معرفة العبد بالله إذ لا عبادة أسرع بلوغا بصاحبها إلى رضاء الله تعالى من حرمة الوالدين المسلمين لوجه الله لان حق الوالدين مشتق من حق الله إذا كانا على منهاج الدين والسنة لا يكونان يمنعان الولد من طاعة الله إلى معصيته، ومن اليقين إلى الشك، ومن الزهد إلى الدنيا، ولا يدعوانه إلى خلاف ذلك فإذا كانا كذلك فمعصيتهما طاعة، وطاعتها معصية قال الله تعالى: (ان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما) واما في باب العشرة فدار بهما وارفق بهما واحتمل أذاهما نحو ما احتملا عنك في حال صغرك، ولا تضيق عليهما بما قد وسع الله عليك من المأكول والملبوس، ولا تحول بوجهك عنهما، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما فان تعظيمهما من الله تعالى وقل لهما بأحسن القول وألطفه فان الله لا يضيع اجر المحسنين.
(في البحار) عن (الكافي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كن بارا فاقتصر على الجنة وان كنت عاقا فاقتصر على النار، وفيه عن أمالي المفيد إنه قال أبو جعفر: أربع من كن فيه من المؤمنين اسكنه الله في عليين اعلا في غرف فوق غرف في محل الشرف كل الشرف من آوى اليتيم ونظر له فكان له أبا، ومن رحم الضعيف واعانه، ومن أنفق على والديه ورفق بهما وبرهما ولم يحزنهما، ومن لم يخرق بمملوكه واعانه على ما تكلفه ولم يستسعه فيما لا يطيق.
(وفي الكافي) ان الجنة يوجد ريحها يوم القيامة من مسيرة خمسمائة عام ولن يشمه من عق والديه، وقال (ص): يا علي رأيت على باب الجنة مكتوبا: أنت محرم على كل بخيل، ومراء، وعاق، وتمام.
(في البحار) عن أبي جعفر " ع " قال: ان العبد ليكون بارا بوالديه في حياتهما ثم يموتون فلا يقضى عنهما الدين ولا يستغفر لما فيكتبه الله عاقا وان ه ليكون في حياتهما غير بار لهما لذا مانا قضى عنهما واستغفر لهما فيكتبه الله تبارك وتعالى بارا.