والبنون نعمة، والله تعالى يعطى الجنة بالمحنة لا بالنعمة، فمن نعم الله لاشك فيه موت البنات وبقاء البنين لقوله (ص): فدفن البنات من المكرمات.
وقال (ص): ما من بيت فيه من البنات إلا نزلت كل يوم عليه اثنى عشر بركة ورحمة من السماء، ولا تنقطع زيارة الملائكة من ذلك البيت، يكتبون لأبيهم كل يوم وليلة عبادة سنة، كان أهل الجاهلية يكرهون البنت وإذا ولدت لهم ابنة تحيروا بين ان يمسكوا على هوان، أم يدسوها في التراب حيا، كما فعل الثاني يا بنته، وفى ذلك نزلت هذه الآية (وإذا الموؤودة سئلت باي ذنب قتلت) فرغما على آناف أهل الجاهلية وسوء آرائهم أكرم الله تعالى حبيبه محمد (ص) بحبيبته فاطمة ليفهم الناس ان هذا ليس بنقيصة وإلا لما جعل الله لحبيبه. وقد تنزه عن كل نقص وعيب سوى المخلوقية والممكنية بالنسبة إلى خالقه فأعطاه فاطمة الزهراء، وقد ولد له القاسم والطاهر وإبراهيم وكنى (ص) بأسمائهم: أبا القاسم وأبا الطاهر وأبا إبراهيم، ولكن اخذهم من حبيبه وأبقى له فاطمة وجعل نسله منها، ولذا قال صلى الله عليه وسلم: ذرية كل نبي من صلبه، وذريتي من ابنتي فاطمة، وقال له: إنا أعطيناك الكوثر - يعنى الخير الكثير من فاطمة وهو كثرة الذراري - من اجل ذلك سميت بالمباركة. وقال عبد الله بن سليمان بن فرات: قرأت في الإنجيل في وصف النبي (ص) نكاح النساء ذو النسل القليل إنما يكون نسله من ابنة له مباركة - يعنى هي التي اعطى الله البركة في نسلها - بحيث ان الكفرة والفجرة كلما يجتهدون في أن يبيدوا نسلها عن جديد الأرض يأبى الله ذلك، ولقد اجتهدت وسعت فراعنة الأمة في ذلك وأتلفت ذراري رسول الله (ص) تحت كل حجر ومدر ومغارة، وبنوا عليهم الأسطوانات وقتلوهم وشردوهم، بل ومن الفراعنة أراد ان يحرقهم بالنار وهو أبو جعفر المنصور.
وجه إلى الحسن بن يزيد والى المدينة: ان أحرق الدار على جعفر بن محمد الصادق ففعل الوالي فأخذت النار في الباب والدهليز فخرج أبو عبد الله يتخطى النار ويمشى فيها ويقول: أبا ابن اعراق الثرى انا ابن إبراهيم خليل الله، وهذا ليس بأول قارورة كسرت في الاسلام ولقد أضرموا النار على جدته الزهراء وأرادوا أن يحرقوها وعليا والحسنين بالنار، نار التي أضرموها على باب الزهراء " ع " هي التي أحرقت دار