ابن عبد الله الزبيري كلام بحضرة المهدي فقال له مصعب: أنت تنتقص أبا بكر وعمر (رض)؟ فقال القاضي شريك: والله ما أنتقص جدك وهو دونهما!
وذكر معاوية بن أبي سفيان عنده ووصف بالحلم، فقال شريك: ليس بحليم من سفه الحق، وقاتل علي بن أبي طالب " رض ".
وخرج شريك يوما إلى أصحاب الحديث ليسمعوا عليه فشموا منه رائحة النبيذ، فقالوا له: لو كانت هذه الرائحة منا لاستحيينا، فقال: لأنكم أهل ريبة.
ودخل يوما على المهدي فقال له: لا بد أن تجيبني إلى خصلة من ثلاث خصال، قال وما هن يا أمير المؤمنين؟ قال: إما أن تلي القضاء، أو تحدث ولدي وتعلمهم، أو تأكل عندي أكلة - وذلك قبل أن يلي القضاء - فأفكر ساعة ثم قال: الأكلة أخفها على نفسي، فأجلسه وتقدم إلى الطباخ أن يصلح له ألوانا من المخ المعقود بالسكر الطبرزد والعسل وغير ذلك، فعمل ذلك وقدمه إليه فأكل، فلما فرغ من الأكل قال له الطباخ: والله يا أمير المؤمنين ليس يفلح الشيخ بعد هذه الأكلة أبدا.
قال الفضل بن الربيع: فحدثهم والله شريك بعد ذلك، وعلم أولادهم، وولي القضاء لهم، ولقد كتب له برزقه على الصير في فضايقه في النقد فقال له الصيرفي: إنك لم تبع به بزا! فقال له شريك: بل والله بعت به أكثر من البز، بعت به ديني!
وحكى الحريري في كتاب " درة الغواص " أنه كان لشريك المذكور جليس من بني أمية، فذكر شريك في بعض الأيام فضائل علي بن أبي طالب " رض "، فقال ذلك الأموي: نعم الرجل علي! فأغضبه ذلك وقال: العلي يقال نعم الرجل