وزنه فعللوت وهي قصار الأرجل كبار العيون للواحد ثمانية أرجل وست أعين (1) فإذا أراد صيد الذباب لطأ بالأرض وسكن أطرافه وجمع نفسه ثم وثب على الذباب فلا يخطئه.
قال أفلاطون: أحرص الأشياء الذباب، وأقنع الأشياء العنكبوت، فجعل الله رزق أقنع الأشياء أحرص الأشياء. فسبحان اللطيف الخبير، وهذا النوع يسمى الذباب، ومنها نوع يضرب بالحمرة له زغب وله في رأسه أربع إبرينهش بها، وهو لا ينسج بل يحفر بيته في الأرض ويخرج بالليل كسائر الهوام، منها الرتيلا قال الجاحظ: الرتيل نوع من العناكب وتسمى عقرب الحيات (2) لأنها تقتل الحيات والأفاعي، وقيل: إنها ستة أنواع، وقيل: ثمانية، وكلها من أصناف العنكبوت وقال الجاحظ: ولد العنكبوت أعجب من الفروخ الذي يخرج إلى الدنيا كاسبا كاسيا، لان ولد العنكبوت يقوى على النسج ساعة يولد من غير تلقين ولا تعليم و يبيض ويحضن وأول ما يولد يكون دودا صغارا ثم يتغير ويصير عنكبوتا وتكمل صورته عند ثلاثة أيام وهو يطاول للفساد، فإذا أراد الذكر الأنثى جذب بعض خيوط نسجها من الوسط فإذا فعل ذلك فعلت الأنثى مثله فلا يزالان يتدانيان حتى يتشابكا فيصير بطن الذكر قبالة بطن الأنثى، وهذا النوع من العناكب حكيم، ومن حكمته أنه يمد السدى ثم يعمل اللحمة ويبتدئ من الوسط ويهيئ موضعا لما يصيده من مكان آخر كالخزانة، فإذا وقع شئ فيما نسجه وتحرك عمد إليه وشبك عليه شيئا يضعفه، (3) فإذا علم ضعفه حمله وذهب به إلى خزانته فإذا خرق الصيد من النسج شيئا عاد إليه و رمه، والذي تنسجه لا يخرجه من جوفها بل من خارج جلدها وفمها مشقوق بالطول، (4) وهذا النوع ينسج بيته دائما مثلث الشكل وتكون سعة بيتها بحيث