بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦١ - الصفحة ٥٣
ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة الراشدين من ولده، فلما أن آمن بولايتكم أمرني ربي فقذفته على ساحل البحر، فقال زين العابدين عليه السلام: ارجع أيها الحوت إلى وكرك واستوى الماء (1).
أقول: قد مر شرح الخبر وتأويله في معجزات علي بن الحسين عليه السلام وباب أحوال يونس عليه السلام.
32 - توحيد المفضل: قال الصادق عليه السلام يا مفضل فكر في هذه الأصناف الثلاثة من الحيوان وفي خلقها على ما هي عليه بما فيه صلاح كل واحد منها، فالانس لما قدروا أن يكونوا ذوي ذهن وفطنة وعلاج لمثل هذه الصناعات من البناء والنجارة والصناعة والخياطة (2) وغير ذلك خلقت لهم أكف كبار ذوات أصابع غلاظ، ليتمكنوا من القبض على الأشياء، وأوكدها هذه الصناعات، وآكلات اللحم لما قدر أن يكون معايشها (3) من الصيد خلقت لهم أكف لطاف مدمجة (4) ذوات براثن (5) ومخاليب تصلح لاخذ الصيد ولا تصلح للصناعات، وآكلات النبات لما قدر أن يكونوا لا ذات صنعة ولا ذات صيد، خلقت لبعضها أظلاف تقيها (6) خشونة الأرض

(١) مناقب آل أبي طالب ٣: ٢١٨.
(2) في النسخة المخطوطة: والصناعة (والخياطة خ) وفي كتاب التوحيد من البحار 3: 92: " والصياغة " وفي بعض النسخ: والخياطة.
(3) في النسخة المخطوطة: معايشهم.
(4) قال المصنف في كتاب التوحيد: مدمجة أي انضم بعضها إلى بعض قال الجوهري دمج الشئ دموجا: إذا دخل في الشئ واستحكم فيه، وأدمجت الشئ، إذا لففته في ثوب وفى بعض النسخ: مدبحة بالباء والحاء المهملة ولعل المراد معوجة من قولهم: دبح تدبيحا أي بسط ظهره وطأطأ رأسه، وهو تصحيف أقول: ويمكن أن يكون مصحف " مذبحة " كما في بعض النسخ.
(5) البراثن من السباع والطير: بمنزلة الأصابع من الانسان. والمخلب. ظفر البرثن.
(6) في نسخة: تقيمها.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست