حمارك بنصف درهم إلى الجبل؟ قال نعم، ثم تقدم ورفعها على الحمار، وساروا حتى وصلوا إلى الجبل، فقالت للشاب: أنزلني عن الحمار أصعد الجبل، فلما تقدم الشاب إليها ألقت بنفسها إلى الأرض فانكشفت عورتها فشتمت الشاب فقال: والله مالي ذنب ثم مدت يدها إلى الجبل فمسكته وحلفت له أنه لم يمسها أحد ولا نظر إنسان مثل نظرك إلى مذ عرفتك غيرك وهذا المكاري، فاضطرب الجبل اضطرابا شديدا وزال عن مكانه وأنكرت بنو إسرائيل فذلك قوله تعالى " وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ".
وروي البيهقي في الشعب عن ابن مسعود أنه قال كانت الأنبياء يركبون الحمر ويلبسون الصوف، ويحلبون الشاة، وكان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم حمار اسمه عفير بضم العين المهملة، وضبطه القاضي عياض بالغين المعجمة، واتفقوا على تغليطه، أهداه له المقوقس وكان فورة بن عمر الجذامي أهدى له حمارا يقال له يعفور، مأخوذ من العفرة، وهو لون التراب فنفق يعفور في منصرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع وذكر السهيلي أن يعفورا طرح نفسه في بئر لما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وذكر ابن عساكر في تاريخه بسنده إلى منصور وقال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وآله خيبر أصاب حمارا أسود فكلم الحمار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: ما اسمك؟ قال يزيد ابن شهاب أخرج الله تعالى من نسل جدي ستين حمارا لا يركبها إلا نبي، وقد كنت أتوقعك لتركبني، ولم يبق من نسل جدي غيري، ولا من الأنبياء غيرك، وقد كنت قبلك لتركبني عند رجل يهودي، وكنت أتعثر به، وكان يجيع بطني ويضرب ظهري.
فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فأنت يعفور يا يعفور تشتهي الإناث؟ قال: لا، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يركبه في حاجته، وكان يبعث به خلف من شاء من أصحابه، فيأتي الباب فيقرعه برأسه فإذا خرج صاحب الدار أومأ إليه، فيعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرسله إليه فيأتي النبي، صلى الله عليه وآله وسلم فلما قبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء إلى بئر وكانت لأبي الهيثم بن التيهان فتردى فيها جزعا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصارت قبره.
وفي كامل ابن عدي في ترجمة أحمد بن بشير وفي شعب الايمان للبيهقي عن الأعمش