والمأبورة: الملقحة، يقال: أبرت النخلة وأبرتها فهي مأبورة ومؤبرة (1) والاسم الأبار، وقيل: السكة سكة الحرث، والمأبورة، المصلحة له، أراد خير المال نتاج أو زرع انتهى (4).
وأقول: روى في شهاب الاخبار: " وفرس مأمورة " (3) وقال في ضوء الشهاب:
وروي: " ومهرة مأمورة " وهو من أمر القوم: إذا كثروا، وأمرنا له أي كثر وأمرتهم أي أكثرتهم، على فعلتهم لغتان فإن كانت الكلمة من أمر على فعل فهي على موجبها وبابها وإن كان من آمر فإنما صار مأمورة لازدواج الكلام وملائمته كما قالوا: " الغدايا والعشايا " وكان حقها " الغداوات " وكما قالوا: " هنأني الطعام ومرأني " فإذا أفردوا قالوا: " أمرأني " وكقوله عليه السلام: " ارجعن مأزورات غير مأجورات " وهو من الوزر وكان حقه " موزورات " (4) وكقوله عليه السلام: " أعوذ بالله من الهامة واللامة " وإذا أفردت كانت " الملمة " لأنه من ألم بالشئ، فكأنه يقول صلى الله عليه وآله وسلم: " خير المال النخل والنتاج " وقال بعد تفسير السكة بالنخل " وفسر الأصمعي هذه الكلمة على وجه آخر فقال: السكة: الحديدة التي تثار بها الأرض للزرع، ومأبورة على هذا أي مصلحة محددة، ولا بأس بهذا الوجه، ويكون المعنى خير المال الزرع والنتاج، وفي الحديث: " ما دخلت السكة دار قوم " يعني الزراعة واتباع أذناب البقر وترك الغزو، وإنما كان النخل أو الزرع والنتاج خير المال لاشتمال النخل والزرع على الزكوات والعشور فتتوفر (5) على المساكين والمحتاجين