واعلم أن التقوى شطران شطر الاكتساب، وشطر الاجتناب، والاكتساب فعل الطاعات، والاجتناب ترك المنهيات، وشطر الاجتناب أسلم وأصلح للعبد وأهم عليه من شطر الاكتساب لان الاجتناب يفيد مع حصوله، ويزكو معه ما يحصل من شطر الاكتساب وان قل، وقد عرفت ذلك فيما تلوناه عليك من قوله عليه السلام: يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الطعام من الملح. ونظائره فلا نطول بتكريره، وشطر الاكتساب لا ينفع مع تضييع شطر الاجتناب وقد عرفت ذلك من كتابنا هذا، وفيما رأيت من خبر معاذ كفاية، وفى قول القرشي ان شجر نافى الجنة لكثيرة قال، نعم ولكن إياكم ان ترسلوا عليها نيرانا فتحرقوها (1).
(٢٩٣)