شعر ماضر من كانت الفردوس مسكنه * ماذا تحمل من بؤس واقتار تراه يمشى كئيبا خائفا وجلا * إلى المساجد يمشى بين أطمار.
ثم إذا كان أثر العبودية وهو القيام بالطاعة والانتهاء من المعصية وذلك لا يتم مع هذه النفس الامارة بالسوء الا بترغيب وترهيب وتخويف وترحيب، فان الدابة الحرون تحتاج إلى قايد يقودها، والى سايق يسوقها، وإذا وقعت في مهواة، فربما تضرب بالسوط من جانب، ويلوح لها بالشعير من جانب آخر حتى تنهض و تتخلص مما وقعت فيه، فان الصبي الغر لا يمر إلى المكتب الا بترحيبه من الأبوين وتخويفه من المعلم، وكك هذه النفس دابة حرون وقعت في مهمات الدنيا، فالخوف سوطها وسايقها، والرجاء شعيرها وقايدها، وإنما يغدو الصبي الغر إلى المكتب رغبة في الرجاء ورهبة في الخوف، فذكر الجنة وثوابها ترحيب النفس وترغيبها، والنار وعقباها تخويف النفس وترهيبها.