عدة الداعي - ابن فهد الحلي - الصفحة ١٨٦
والواسع ومسبب الأسباب والمنان ورازق من يشاء بغير حساب وإن كان مطلوبه المغفرة والتوبة يذكر مثل التواب والرحمن والرحيم والرؤوف والعطوف والصبور والشكور والعفو والغفور والستار والغفار والفتاح والمرتاح وذي المجد والسماح والمحسن والمجمل والمنعم والمفضل.
وإن كان مطلوبه الانتقام من العدو يذكر مثل العزيز والجبار والقهار والمنتقم والبطاش وذي البطش الشديد والفعال لما يريد ومدوح الجبابرة وقاصم المردة والطالب الغالب المهلك المدرك الذي لا يعجزه شئ والذي لا يطاق انتقامه وعلى هذا القياس. ولو كان مطلبه العلم يذكر مثل العالم والفتاح والهادي والمرشد والمعز والرافع وما أشبه ذلك (١).
القسم الثالث في الآداب المتأخرة عن الدعا وهي أمور:
الأول معاودة الدعا وملازمته مع الإجابة وعدمها اما مع الإجابة فلان ترك الدعا مع الإجابة من الجفاء بل ينبغي المقابلة بتكرار المدحة والثناء لا الله سبحانه عنف (٢) من فعل ذلك في مواضع من القرآن كقوله تعالى ﴿وإذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل﴾ (٣) وقال الله تعالى ﴿وإذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون﴾ (4).
وعن الباقر عليه السلام: ينبغي للمؤمن أن يكون دعائه في الرخاء نحوا من دعائه في

(١) تأتى معاني أسماء الحسنى في خاتمة الكتاب بتفصيلها (٢) عنفه تعنيفا: لامه وعتب عليه (المجمع).
(٣) الزمر: ١١.
(٤) يونس: ١٢.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست