وعن النبي صلى الله عليه وآله: ان العبد ليقول: الهم اغفر لي وهو معرض عنه؟ ثم يقول: اللهم اغفر لي وهو معرض عنه، ثم يقول: اللهم اغفر لي، فيقول (الله) سبحانه للملائكة:
ألا ترون إلى عبدي سئلني المغفرة وانا معرض عنه؟ ثم سئلني المغفرة وانا معرض عنه، ثم سئلني المغفرة علم عبدي انه لا يغفر الذنوب الا أنا أشهدكم انى قد غفرت له.
السادس ان صوتك على تقدير كونه محبوبا يحبس عنك الإجابة لتداوم فإذا كنت مداوما لم تبق لحبس الإجابة عنك فائدة لعلمهم باستمرار دعائك، والتأخير إنما كان لأجل الاستمرار، اللهم الا أن يكون لادخار ما أعده لك من الثواب في يوم الجزاء والحساب فح يكون فرحك وسرورك أعظم لان ما كان من عطاء الآخرة فهو دائم وما كان من خير الدنيا فهو منقطع وما أعظم تفاوت ما بين الدائم والمنقطع ان كنت تعقل!؟.
السابع ان تفوز بمحبة الله تعالى لقوله عليه السلام: ان الله يحب من عباده كل دعاء.
الثامن التأسي بإمامك لقول الصادق عليه السلام: وكان أمير المؤمنين رجلا دعاء.
فان قلت يمنعني عن الدعا ما ذكرت من اشتراط الاقبال بالقلب (1) والانتصاب إلى مناجاة الرب، وما ذكرت من قوله عليه السلام: لا يقبل الله دعاء قلب لاه (2) وقوله عليه السلام:
لا يقبل الله دعاء قلب قاس (3) وأراني لا يتيسر لي الاقبال في غالب الأحوال، والقساوة مستولية على قلبي وهي موجبة للبعد عن ربى.
فاعلم انك مع اتصافك بما ذكرت من الأوصاف متى تركت ذلك كان أعون لعدوك عليك وأحرى (اجرى) لظفره بك وتعينه عليك نفسك الامارة المستوخمة (4).
للدعا المستثقلة للبكاء الميالة إلى الشهوات، وإنما مثلك ومثله كقرينين (قرنين).