الصادق عليه السلام مستجيرا، فكتب إليه رقعة صغيرة فيها بسم الله الرحمن الرحيم ان لله في ظل عرشه ظلا لا يسكنه الامن نفس عن أخيه كربته أو أعانه بنفسه أو صنع إليه معروفا ولو بشق تمرة، وهذا أخوك والسلام، ثم ختمها ودفعها إلى وأمرني ان أوصلها إليه، فلما رجعت إليه، فلما رجعت إلى بلدي صرت ليلا إلى منزله فاستأذنت عليه، وقلت: رسول الصادق عليه السلام بالباب فإذا أنا به قد خرج إلى حافيا، ومنذ نظرني سلم على وقبل ما بين عيني، ثم قال: يا سيدي، أنت رسول مولاي؟ فقلت: نعم فقال:
قد أعتقتني من النار ان كنت صادقا، فأخذ بيدي وأدخلني منزله وأجلسني في مجلسه وقعد بين يدي.
ثم قال: يا سيدي كيف خلفت مولاي؟ فقلت بخير فقال: الله فقلت: الله حتى أعادها ثلاثا، ثم ناولت الرقعة فقرئها وقبلها ووضعها على عينيه، ثم قال: يا اخى مر بأمرك قلت: في جريدتك على كذا وكذا الف ألف درهم وفيه عطبي وهلاكي فدعا بالجريدة فمحى عنى كلما كان فيها وأعطاني براءة منها، ثم دعا بصناديق ماله فناصفني عليها، ثم دعا بدوا به فجعل يأخذ دابة ويعطيني دابة، ثم دعا بغلمانه فجعل يعطيني غلاما ويأخذ غلاما، ثم دعا بكسوته فجعل يأخذ ثوبا ويعطيني ثوبا حتى شاطرني (1) في جميع ملكه ويقول: هل سررتك؟ فأقول: أي والله وزدت على السرور، فلما كان في الموسم قلت: والله ما كان هذا الفرح يقابل بشئ أحب إلى الله ورسوله من الخروج إلى الحج والدعا له والمصير إلى مولاي وسيدي الصادق عليه السلام وشكره عنده وأسئله الدعا له، فخرجت إلى مكة وجعلت طريقي إلى مولاي فلما دخلت عليه رأيت السرور في وجهه، فقال عليه السلام: ما كان خبرك مع الرجل فجعلت أورد عليه خبري وجعل يتهلل