قال: جور السلطان وحسد الجيران وتملق الاخوان.
(قال أمير المؤمنين (ع): الفقر خير من حسد الجيران وجور السلطان وتملق الاخوان).
شعر:
وطالب المال في الدنيا ليحرسه * ولم يخف عنه جمع المال عقباها كدودة القز ظنت ان سترتها * تعينها والذي ظنته أرادها الخامس انه اشتريها بعمره وهو أنفس منها عاجلا وآجلا فإنه لو قيل للعاقل:
تبيع عمرك بملك الدنيا وما فيها لأبي ولم يقبل ذلك بل عند معاينة ملك الموت وتجليه لقبض روحه لو تقبل منه المفادات والمصالحة على يوم واحد يبقى فيه ويستدرك ما فاته بجميع ماله لافتدى به.
ثم أنت تبيعه على التدريج بأشياء حقيرة يسيرة ليس لها وقع ولا قيمة أولا تنظر وتتفكر في أن الانسان غاية ما يعيش في الأغلب مأة سنة؟ فلو خير وسوم على بيعها بملاء الأرض ذهبا لأبي ولم يبعها فانظر كم يكون قيمة كل سنة، ثم انظر كم يكون قيمة كل شهر، ثم انظر كم يكون قيمة كل يوم وقسطه تجده الوفا كثيرة لا تحصى ولا تعد ثم تبيعه بدرهم ودينار وبنصف دينار فأي غبن أعظم من هذا؟.
فان قلت: الانسان يحتاج إلى الطعام ليقيم صلبه ولا يتم ذلك الا بالتكسب وغاية ما يحصل من الحلال من (مع) التعفف في اليوم الدرهم والدينار فالغبن ضروري الوقوع.
قلت: إذا كان مقصود العبد من التكسب قدر قوته الذي يستعين بقوته في بدنه على العمل لاخرته لم يكن ذلك اليوم قد بيع بدرهم أو بدينار وكان يوم عبادة لان الطلب على هذا الوجه عبادة والعبادة لا يقوم قليلها باضعاف الدنيا لان نعيم الآخرة دائم، والد نيا