لفقر على العيال، ولروعة الزمان قال (ع): ثم لم يخرج من عنده حتى فاضت (1) نفسه، ثم قال علي (ع): الحمد لله الذي أخرجه منها ملوما مليما بباطل جمعها ومن حق منعها فأوكاها (2) فقطع المفاوز (3) والقفار ولجج البحار أيها الواقف لا تخدع كما خدع صويحبك بالأمس ان من أشد الناس حسرة يوم القيامة من رأى ماله في ميزان غيره ادخل الله هذا به الجنة وادخل (الله) هذا به النار.
وقال الصادق عليه السلام: وأعظم من هذا حسرة رجل جمع مالا عظيما بكد شديد ومباشرة الأهوال وتعرض الاخطار، ثم أفنى ماله بصدقات وميراث وافنى شبابه وقوته في عبادات وصلوات، وهو مع ذلك لا يرى لعلي بن أبي طالب (ع) حقه ولا يعرف له من الاسلام محله ويرى ان من لا بعشره ولا بعشر عشر معشاره أفضل منه، يواقف على الحجج فلا يتأملها ويحتج عليه بالآيات والاخبار فيأبى الا تماديا في غيه فذاك أعظم من كل حسرة ويأتي يوم القيامة وصدقاته ممثلة له في مثال الأفاعي نهشه وصلواته وعباداته ممثلة له في مثال الزبانية تدفعه حتى تدعه إلى جهنم دعا.
يقول يا ويلتا ألم أك من المصلين؟ ألم أك من المزكين؟ ألم أك عن أموال الناس ونسائهم من المتغفين؟ فلماذا دهيت بما دهيت؟ فيقال له: يا شقى ما ينفعك ما عملت وقد ضيعت أعظم الفروض بعد توحيد الله والايمان بنبوة محمد صلى الله عليه وآله، وضيعت ما الزمتك من معرفة حق على ولى الله (ع) والتزمت عليك من الايتمام بعد والله فلو كان لك بدل أعمالك هذه عبادة الدهر من أوله إلى آخره وبدل صدقاتك الصدقة بكل أموال الدنيا، بل بملأ الأرض ذهبا لما ازدادك ذلك من الله، الا بعدا ومن سخطه الا قربا (4)