قال رسول الله (ص): لو أن ثوبا من ثياب أهل الجنة القى إلى أهل الدنيا لم تحتمله أبصارهم ولماتوا من شهوة النظر إليه، فإذا كان هذا حال الثواب فما ظنك بلابسه؟.
ومن هذا قول أمير المؤمنين عليه السلام: لو رميت ببصر قلبك نحو ما يوصف لك من نعيمها لزهقت نفسك ولتحملت من مجلسي هذا إلى مجاورة أهل القبور استعجالا لها وشوقا إليها، وهذه المبالغة حاصلة من الوصف فكيف المشاهدة؟ (١).
وقد ورد عنهم عليهم السلام: كل شئ من الدنيا سماعه أعظم من عيانه وكل شئ من الآخرة عيانه أعظم من سماعه.
وقال الله تعالى: ﴿وإذا رأيت ثم أيت نعيما وملكا كبيرا﴾ (2).
وفى الوحي القديم: أعددت لعبادي ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر بقلب بشر (3).
يا هذا ان تاقت نفسك إلى النعيم فاترك الدنيا فان ترك الدنيا مهر الآخرة، وإنما