منه فعسى الله جل جلاله أن يعفو عنه. فمن وقف على شئ مما ذكرناه فليعلم أننا قصدنا كشف ما رأيناه، ولا درك علينا فيما علقناه (1).
الثالثة: في أثناء نقله عن الفتن لنعيم بن حماد يعد بابا خاصا برقم 24 يشرح فيه حال عبد الله بن سلام وكعب الأحبار، ويدافع عنهما، ويذهب إلى أنهما من خواص أمير المؤمنين عليه السلام، ويرد القائلين - من أتباع أهل البيت عليهم السلام - بأنهما من المخالفين لأهل بيت النبوة. ويذكر حديثا ينقله من كتاب أبناء النحاة لعلي بن يوسف الشيباني يدل على سلامة اعتقاد عبد الله بن سلام. وبعده يعقد فصلا للدفاع عن كعب الأحبار حيث ينقل عن كتاب مناقب الامام الهاشمي أبي الحسن علي بن أبي طالب عليه السلام رواية أبي عمر محمد بن عبد الواحد اللغوي الزاهد صاحب ثعلب. ويستدل به على كون كعب الأحبار من خواص الإمام علي عليه السلام (2).
ومعلوم أن رأيه هذا مخالف لجل - إن لم نقل: لكل - العلماء من أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
الرابعة: في أثناء نقله من الفتن للسليلي يمدح السيد ابن طاووس عمر ابن عبد العزيز مدحا كثيرا، ويستدل على رأيه هذا بأحاديث عديدة ينقلها من مصادر مختلفة، فالحديث 348 و 349 ينقلهما من أحد أصول الشيعة، والحديث 350 ينقله من تأريخ ابن الأثير، والحديث 351 ينقله من كتاب حماد بن عثمان ذي الناب (3).
الخامسة: المصادر التي اعتمدها المصنف في هذا الكتاب تنقسم إلى قسمين: كتب الفتن الثلاثة التي أخذت من الكتاب مساحة كبيرة وهي أساس هذا الكتاب، وكتب متفرقة أخرى ينقل عنها قليلا، فربما ورد ذكر بعضها مرة