مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٢ - الصفحة ٢٣
خرجت قال علي عليه السلام: السلام عليك يا أبه ورحمة الله وبركاته، ثم تنحنح وقال:
(بسم الله الرحمن الرحيم قد أفلح المؤمنون) الآيات، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: قد أفلحوا بك أنت والله أميرهم تميرهم من علمك فيمتارون وأنت والله دليلهم وبك والله يهتدون، ووضع رسول الله لسانه في فيه فانفجرت اثنتا عشر عينا، قال فسمي ذلك اليوم يوم التروية، فلما كان من غده ونصر علي برسول الله سلم عليه وضحك في وجهه وجعل يشير إليه فأخذه رسول الله صلى الله فقالت فاطمة: عرفه، فسمي ذلك اليوم عرفة، فلما كان اليوم الثالث وكان يوم العاشر من ذي الحجة أذن أبو طالب في الناس أذانا جامعا وقال هلموا إلى وليمة ابني علي ونحر ثلاثمائة من الإبل والف رأس من البقر والغنم واتخذوا وليمة وقال هلموا وطوفوا بالبيت سبعا وادخلوا وسلموا على علي ولدي، ففعل الناس من ذلك وجرت به السنة، ووضعته أمه بين يدي النبي ففتح فاه بلسانه وحنكه واذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى فعرف الشهادتين وولد على الفطرة، قال أبو الفضل الإسكافي:
نطقت دلايله بفضل صفاته * بين القبايل وهو طفل يرضع أبو علي همام رفعه: انه لما ولد علي عليه السلام أخذ أبو طالب بيد فاطمة وعلي على صدره وخرج إلى الأبطح ونادى:
يا رب ذا الغسق الدجى * والقمر المبتلج المضي بين لنا من حكمك المقضى * ماذا ترى في اسم الصبي قال لجأ شئ يدب على الأرض كالسحاب حتى حصل في صدر أبي طالب فضمه مع علي إلى صدره فلما أصبح إذا هو بلوح أخضر فيه مكتوب:
خصصتما بالولد الزكي * والطاهر المنتجب الرضي فاسمه من شامخ على * علي اشتق من العلي قال: فعلقوا اللوح في الكعبة وما زال هناك حتى أخذه هشام بن عبد الملك فاجتمع أهل البيت انه في الزاوية اليمنى من ناحية البيت، فالولد الطاهر من النسل الطاهر ولد في الموضع الطاهر، فأين توجد هذه الكرامة لغيره؟ فأشرف البقاع الحرم وأشرف الحرم المسجد وأشرف بقاع المسجد الكعبة ولم يولد فيه مولود سواه فالمولود فيه يكون في غاية الشرف فليس المولود في سيد الأيام يوم الجمعة في الشهر الحرام في البيت الحرام سوى أمير المؤمنين عليه السلام، قال الحميري:
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (باب ما تفرد من مناقبه (ع)) منزلته عند الميزان والكتاب والحساب 4
2 في انه عليه السلام جواز الصراط وقسيم الجنة والنار 6
3 فصل: في انه الساقي والشفيع 12
4 فصل: في القرابة 17
5 في قرابته (ع) برسول الله (ص) 19
6 فصل: في آثار حمله وكيفية ولادته 20
7 فصل: في الطهارة والرتبة 24
8 طهارته وعصمته عليه السلام 25
9 فصل: في المصاهرة مع النبي (ص) 29
10 فصل: في الأخوة 32
11 فصل: في الجوار وسد الأبواب 36
12 فصل: في الأولاد 41
13 فصل: في المشاهد 44
14 فصل: في ظلامة أهل البيت (ع) 47
15 فصل: في مصائب أهل البيت (ع) 51
16 فصل: في الاختصاص بالنبي (ص) 58
17 (باب ذكره عند الخالق وعند المخلوقين) فصل: في تحف الله عز وجل له 69
18 فصل: في محبة الملائكة إياه 73
19 فصل: في مقاماته مع الأنبياء والأوصياء عليهم السلام 83
20 فصل: في أحواله مع إبليس وجنوده 86
21 فصل: في ذكره في الكتب 90
22 اخباره " ع " بالغيب 94
23 اخباره بالمنايا والبلايا 105
24 فصل: في إجابة دعواته 112
25 فصل: في نواقض العادات منه 120
26 فصل: في معجزاته في نفسه " ع " 128
27 فصل: في انقياد الحيوانات له " ع " 133
28 انقياد الجن له عليه السلام 137
29 انقياد الحيوانات له (ع) 140
30 طاعة الجمادات له " ع " 143
31 أموره مع المرضى والموتى 159
32 فصل: فيمن غير الله حالهم وهلكهم ببغضه عليه السلام 166
33 فصل: فيما ظهر بعد وفاته 170
34 (باب قضايا أمير المؤمنين عليه السلام) قضايا أمير المؤمنين في حال حيوة رسول الله " ص " 176
35 في قضاياه في عهد أبي بكر 178
36 فصل: في قضاياه في عهد عمر 181
37 فصل: في ذكر قضاياه في عهد عثمان 192
38 قضاياه فيما بعد بيعة العامة 194
39 قضاياه في خلافته عليه السلام 196
40 باب النصوص على امامة (ع) فصل: في قوله تعالى (انما وليكم الله ورسوله) الخ 208
41 تصدقه عليه السلام بالخاتم 211
42 في قوله تعالى: والنجم إذا هوى 215
43 في معنى قوله تعالى أطيعوا الله) الخ 217
44 في حديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى 220
45 قصة يوم الغدير والتصريح بولايته 222
46 فصل: في انه أمير المؤمنين والوزير والأمين 252
47 فيما ورد في قصة يوم الغدير 253
48 في انه عليه السلام أحب الخلق إلى الله تعالى 257
49 (باب تعريف باطنه (ع)) فصل: في انه أحب الخلق إلى الله والى رسوله 258
50 في انه الخليفة والامام والوارث 264
51 فصل: في انه خير الخلق بعد النبي (ص) 265
52 في انه السبيل والصراط المستقيم 270
53 فصل في انه حبل الله والعروة الوثقى وصالح المؤمنين والاذن الواعية والنبأ العظيم 273
54 في انه النور والهدى 278
55 في انه الشاهد والشهيد 283
56 في انه الصديق والفاروق 287
57 في انه سيجعل لهم الرحمن ودا 288
58 في انه الايمان والاسلام 290
59 فصل: في انه حجة الله وذكره وآيته وفضله ورحمته ونعمته 292
60 في انه الرضوان والاحسان والجنة والفطرة ودابة الأرض 295
61 في انه المعنى بالاحسان 298
62 في تسميته (ع) بعلي والمرتضى وحيدرة وأبي تراب 301
63 (باب مختصر من مغازيه (ع)) فصل: فيما ظهر منه " ع " في يوم أحد 314
64 فصل: في مقامه " ع " في غزوة خيبر 318
65 فصل: فيما ظهر منه " ع " في حرب الجمل 334
66 فصل: في الحكمين والخوارج 363
67 في نتف من مزاحه عليه السلام 376