الآلهة على وجوهها فصعد أبو طالب الجبل وقال: أيها الناس ان الله قد احدث في هذه الليلة حادثة وخلق فيها خلقا ان لم تطيعوه وتقروا بولايته وتشهدوا بإمامته لم يسكن ما بكم، فأقروا به فرفع يده وقال: إلهي وسيدي أسألك بالمحمدية المحمودية وبالعلوية العالية وبالفاطمية البيضاء إلا تفضلت على تهامة بالرأفة والرحمة فكانت العرب تدعو بها في شدايدها في الجاهلية وهي لا تعلمها، فلما قربت ولادته أتت فاطمة إلى بيت الله وقالت. رب اني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب مصدقة بكلام جدي إبراهيم فبحق الذي بنى هذا البيت وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي، فانفتح البيت ودخلت فيه فإذا هي بحوراء ومريم وآسية وأم موسى وغيرهن فصنعن مثل ما صنعن برسول الله وقت ولادته. فلما ولد سجد على الأرض يقول: اشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله واشهد ان عليا وصي محمد رسول الله بمحمد يختم الله النبوة وبي تتم الوصية وانا أمير المؤمنين فسلم على النساء وسأل عن أحوالهن وأشرقت السماء بضيائه، فخرج أبو طالب يقول أبشروا فقد ظهر ولي الله يختم به الوصيين وهو وصي نبي رب العالمين، ثم اخذ عليا فسلم علي عليه فسأله عن النسوة فذكر له ثم قال: فالحق بالمثرم وخبره بما رأيت فإنه في كهف كذا من جبل اكام فخرج حتى اتاه فوجده ميتا جسدا ملفوفا في مدرعة مسجى فإذا هناك حيتان فلما بصرنا به عزبتا في الكهف ودخل أبو طالب فقال: السلام عليك يا ولي الله ورحمة الله وبركاته، فأحيي الله المثرم فقام يمسح وجهه ويقول: اشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وان عليا ولي الله والامام بعد نبي الله، فقال أبو طالب: ابشر فان عليا قد طلع إلى الأرض فسأل عن ولادته فقص عليه القصة فبكى المثرم ثم سجد شكرا ثم تمطى فقال: غطني بمدرعتي فغطاه فإذا هو ميت كما كان فأقام أبو طالب ثلاثا وخرجت الحيتان وقالتا: السلام عليك يا أبا طالب الحق بولي الله فإنك أحق بصيانته وحفظه من غيرك، فقال من أنتما؟ قالتا: نحن عمله نذب عنه الأذى إلى أن تقوم الساعة فحينئذ يكون أحدنا سابقه والآخر قائده إلى الجنة، فانصرف أبو طالب.
وفي رواية شعبة عن قتادة عن انس عن العباس بن عبد المطلب، وفي رواية الحسن بن محبوب عن الصادق عليه السلام والحديث مختصر انه انفتح البيت من ظهره ودخلت فاطمة فيه ثم عادت الفتحة والتصقت وبقيت فيه ثلاثة أيام فأكلت من ثمار الجنة فلما