مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٢ - الصفحة ٥٠
اعتصمتم لتجدن والله محلها ثقيلا وغيها، ويلا إذا كشف لكم الغطاء وبان ما ورائه الضراء وبدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون وخسر هنالك المبطلون، ثم قالت للأنصار: معاشر النقباء وأعضاد البقية وأنصار الدين والملة وحضنة الاسلام ما هذه الغميزة في حقي والاعراض عن ظلامتي أما كان رسول الله قال المرء يحفظ في ولده لسرعان ما أحدثتم وعجلان ذا اهالة وبكم ما حاولت طاقة أتقولون مات محمد فخطب لعمري جليل استوسع وهبه واستهتر فتقه واظلمت لديكم والله الأرض وتكدرت الصفوة واحليت القرحة وتقرحت السلعة والثابت خيرة الله وخشعت الجبال وأكدت الآمال وضيع الحريم واديلت المحرمة هي والله النازلة الكبرى والمصيبة العظمى لا مثلها نازلة ولا بائقة عاجلة اعلن لنا كتاب الله في أفنيتكم ممساكم ومصبحكم هتافا وصراخا وتلاوة والحابا ولقتله ما حل أنبياء الله ورسله حكم فصل وقضاء حتم (وما محمد إلا رسول) إلى قوله (الشاكرين) أبني قيلة أأهضم تراث أبي وأنتم بمرأى مني ومسمع تمسكم الدعوة ويشملكم الخبر وفيكم العدة والعدد وبكم الدار والجنن تقرع صيحتي آذانكم فلا تجيبون وتسمعون صرختي فلا تغيثون وأنتم نخبة الله التي انتخب وخيرته التي انتحل لنا أهل البيت فنابذتم العرب وناجزتم البهم وكافحتم الأمم لا نبرح وتبرحون نأمركم فتأتمرون حتى دارت لنا بكم رحى الاسلام ودر حلب البلاد وهدأت دعوة الهرج وسكنت فورة الشر وطفئت جمرة الكفر وقر نقار الحق واستوسق نظام الدين فان حرتم بعد القصد ونكصتم بعد الاقدام الا تقاتلون قوما نكثوا ايمانهم إلى قوله مؤمنين الا والله لقد أخلدتم إلى الخفض وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض وخلوتم بالدعة ونجوتم من الضيق بالسعة وكلفتم بالدعة فمحجتم بالذي وعيتم فان تكفروا أنتم ومن في الأرض الآية، الا وقد قلت الذي قلت عن عرفة مني بالخذلة التي خامرتكم ولكنها فيضة للنفس وهيضة للعظم وكظة الصدر ونفثة الغيظ وخور القبا ومعذرة الحجة فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر نقبة الخف باقية العار موسومة الشنار موصولة بنار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة والحاكم الواحد الأحد.
ومن كلام لها عليها السلام: تشربون حسوا في ارتغاء وتمشون لأهله وولده في الخمر والضراء تصبر منكم على مثل حز المدى وحفر السنان في الحشا.
ولما انصرفت من عند أبي بكر أقبلت على أمير المؤمنين عليه السلام فقالت له: يا بن أبي طالب اشتملت شملة الجنين وقعدت حجرة الظنين نقضت قادمة الأجدل فخانك
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (باب ما تفرد من مناقبه (ع)) منزلته عند الميزان والكتاب والحساب 4
2 في انه عليه السلام جواز الصراط وقسيم الجنة والنار 6
3 فصل: في انه الساقي والشفيع 12
4 فصل: في القرابة 17
5 في قرابته (ع) برسول الله (ص) 19
6 فصل: في آثار حمله وكيفية ولادته 20
7 فصل: في الطهارة والرتبة 24
8 طهارته وعصمته عليه السلام 25
9 فصل: في المصاهرة مع النبي (ص) 29
10 فصل: في الأخوة 32
11 فصل: في الجوار وسد الأبواب 36
12 فصل: في الأولاد 41
13 فصل: في المشاهد 44
14 فصل: في ظلامة أهل البيت (ع) 47
15 فصل: في مصائب أهل البيت (ع) 51
16 فصل: في الاختصاص بالنبي (ص) 58
17 (باب ذكره عند الخالق وعند المخلوقين) فصل: في تحف الله عز وجل له 69
18 فصل: في محبة الملائكة إياه 73
19 فصل: في مقاماته مع الأنبياء والأوصياء عليهم السلام 83
20 فصل: في أحواله مع إبليس وجنوده 86
21 فصل: في ذكره في الكتب 90
22 اخباره " ع " بالغيب 94
23 اخباره بالمنايا والبلايا 105
24 فصل: في إجابة دعواته 112
25 فصل: في نواقض العادات منه 120
26 فصل: في معجزاته في نفسه " ع " 128
27 فصل: في انقياد الحيوانات له " ع " 133
28 انقياد الجن له عليه السلام 137
29 انقياد الحيوانات له (ع) 140
30 طاعة الجمادات له " ع " 143
31 أموره مع المرضى والموتى 159
32 فصل: فيمن غير الله حالهم وهلكهم ببغضه عليه السلام 166
33 فصل: فيما ظهر بعد وفاته 170
34 (باب قضايا أمير المؤمنين عليه السلام) قضايا أمير المؤمنين في حال حيوة رسول الله " ص " 176
35 في قضاياه في عهد أبي بكر 178
36 فصل: في قضاياه في عهد عمر 181
37 فصل: في ذكر قضاياه في عهد عثمان 192
38 قضاياه فيما بعد بيعة العامة 194
39 قضاياه في خلافته عليه السلام 196
40 باب النصوص على امامة (ع) فصل: في قوله تعالى (انما وليكم الله ورسوله) الخ 208
41 تصدقه عليه السلام بالخاتم 211
42 في قوله تعالى: والنجم إذا هوى 215
43 في معنى قوله تعالى أطيعوا الله) الخ 217
44 في حديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى 220
45 قصة يوم الغدير والتصريح بولايته 222
46 فصل: في انه أمير المؤمنين والوزير والأمين 252
47 فيما ورد في قصة يوم الغدير 253
48 في انه عليه السلام أحب الخلق إلى الله تعالى 257
49 (باب تعريف باطنه (ع)) فصل: في انه أحب الخلق إلى الله والى رسوله 258
50 في انه الخليفة والامام والوارث 264
51 فصل: في انه خير الخلق بعد النبي (ص) 265
52 في انه السبيل والصراط المستقيم 270
53 فصل في انه حبل الله والعروة الوثقى وصالح المؤمنين والاذن الواعية والنبأ العظيم 273
54 في انه النور والهدى 278
55 في انه الشاهد والشهيد 283
56 في انه الصديق والفاروق 287
57 في انه سيجعل لهم الرحمن ودا 288
58 في انه الايمان والاسلام 290
59 فصل: في انه حجة الله وذكره وآيته وفضله ورحمته ونعمته 292
60 في انه الرضوان والاحسان والجنة والفطرة ودابة الأرض 295
61 في انه المعنى بالاحسان 298
62 في تسميته (ع) بعلي والمرتضى وحيدرة وأبي تراب 301
63 (باب مختصر من مغازيه (ع)) فصل: فيما ظهر منه " ع " في يوم أحد 314
64 فصل: في مقامه " ع " في غزوة خيبر 318
65 فصل: فيما ظهر منه " ع " في حرب الجمل 334
66 فصل: في الحكمين والخوارج 363
67 في نتف من مزاحه عليه السلام 376