اعتصمتم لتجدن والله محلها ثقيلا وغيها، ويلا إذا كشف لكم الغطاء وبان ما ورائه الضراء وبدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون وخسر هنالك المبطلون، ثم قالت للأنصار: معاشر النقباء وأعضاد البقية وأنصار الدين والملة وحضنة الاسلام ما هذه الغميزة في حقي والاعراض عن ظلامتي أما كان رسول الله قال المرء يحفظ في ولده لسرعان ما أحدثتم وعجلان ذا اهالة وبكم ما حاولت طاقة أتقولون مات محمد فخطب لعمري جليل استوسع وهبه واستهتر فتقه واظلمت لديكم والله الأرض وتكدرت الصفوة واحليت القرحة وتقرحت السلعة والثابت خيرة الله وخشعت الجبال وأكدت الآمال وضيع الحريم واديلت المحرمة هي والله النازلة الكبرى والمصيبة العظمى لا مثلها نازلة ولا بائقة عاجلة اعلن لنا كتاب الله في أفنيتكم ممساكم ومصبحكم هتافا وصراخا وتلاوة والحابا ولقتله ما حل أنبياء الله ورسله حكم فصل وقضاء حتم (وما محمد إلا رسول) إلى قوله (الشاكرين) أبني قيلة أأهضم تراث أبي وأنتم بمرأى مني ومسمع تمسكم الدعوة ويشملكم الخبر وفيكم العدة والعدد وبكم الدار والجنن تقرع صيحتي آذانكم فلا تجيبون وتسمعون صرختي فلا تغيثون وأنتم نخبة الله التي انتخب وخيرته التي انتحل لنا أهل البيت فنابذتم العرب وناجزتم البهم وكافحتم الأمم لا نبرح وتبرحون نأمركم فتأتمرون حتى دارت لنا بكم رحى الاسلام ودر حلب البلاد وهدأت دعوة الهرج وسكنت فورة الشر وطفئت جمرة الكفر وقر نقار الحق واستوسق نظام الدين فان حرتم بعد القصد ونكصتم بعد الاقدام الا تقاتلون قوما نكثوا ايمانهم إلى قوله مؤمنين الا والله لقد أخلدتم إلى الخفض وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض وخلوتم بالدعة ونجوتم من الضيق بالسعة وكلفتم بالدعة فمحجتم بالذي وعيتم فان تكفروا أنتم ومن في الأرض الآية، الا وقد قلت الذي قلت عن عرفة مني بالخذلة التي خامرتكم ولكنها فيضة للنفس وهيضة للعظم وكظة الصدر ونفثة الغيظ وخور القبا ومعذرة الحجة فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر نقبة الخف باقية العار موسومة الشنار موصولة بنار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة والحاكم الواحد الأحد.
ومن كلام لها عليها السلام: تشربون حسوا في ارتغاء وتمشون لأهله وولده في الخمر والضراء تصبر منكم على مثل حز المدى وحفر السنان في الحشا.
ولما انصرفت من عند أبي بكر أقبلت على أمير المؤمنين عليه السلام فقالت له: يا بن أبي طالب اشتملت شملة الجنين وقعدت حجرة الظنين نقضت قادمة الأجدل فخانك