الأمالي - السيد المرتضى - ج ٢ - الصفحة ٥
والدم استظهارا في الحجة وإقامة لها على كل وجه وهو أنه لا ينكر أن يكون القلب يشتمل عليه جسمان على شكل الأصبعين يحركه الله تعالى بهما ويقلبه بالفعل فيهما ويكون وجه تسميتهما بالأصابع من حيث كانا على شكلهما والوجه في اضافتهما إلى الله تعالى وإن كانت جميع أفعاله تضاف إليه بمعنى الملك والقدرة لأنه لا يقدر على الفعل فيهما وتحريكهما منفردين عما جاورهما غيره تعالى فقيل انهما أصبعان له من حيث اختص بالفعل فيهما على هذا الوجه لان غيره إنما يقدر على تحريك القلب وما هو مجاور للقلب من الأعضاء بتحريك جملة الجسم ولا يقدر على تحريكه وتصريفه منفردا مما يجاوره غيره تعالى فمن أين للمبطلين المتأولين هذه الأخبار بأهوائهم وضعف آرائهم ان الأصابع ههنا إذا كانت لحما ودما فهي جوارح لله تعالى وما هذا الوجه الذي ذكرناه ببعيد.. وعلى المتأول أن يورد كلما يحتمله الكلام مما لا تدفعه حجة وان ترتب بعضه على بعض في القوة والوضوح ونحن نعود إلى تفسير ما لعله أن يشتبه من الأبيات التي استشهدنا بها.. أما قوله - حدا وجودا وندى وأصبعا - فمعنى الحد المضاء والنفاذ وقول آخر - وأرزنات ليس فيهن أبن - فالأرزنات العصى والأبن العقد.. فأما قول حميد بن ثور - في كل منكب من الناس - فالمنكب الجماعة والمنكب الناحية.. وأما معني أبيات لبيد فإنه أراد من يسق الله إليه خيرا أو يصرف عنه شرا فعل ذلك به وأسبغ له حتى ينتهي منتهاه .. فأما بيت طفيل الغنوي فمعناه ان هذا الفحل الذي وصفه بأنه كميت وانه كركن الباب لتمامه وشدته لما ضرب في الإبل التي وصفها عاشت أولادها التي هي بناته بعد ان كن مقاليت والمقلاة التي لا يعيش لها ولد فكان هذا منه أثرا جميلا عليها.. فأما بيت الراعي فمعنى قوله - ضعيف العصا - يريد انه قليل الضرب لها أما لأنهن لا يحوجنه سدادا وتأودا أو لشفقته عليهن وهذه كناية في نهاية الحسن واختصار شديد لأنه قد يجوز أن يكون ضعيف العصا على الحقيقة من حيث لا يحتاج إلى استعمالها في الضرب فيختارها قوية ويجوز أن يكون حذف وأراد ضعيف فعل العصا.. وقوله - بادي العروق - يعني عروق رجله لفاسدها من السعي في أثر هذا الإبل وأراد - بالأصبع - ان له عليها في جدب الناس أثرا جميلا لحسن قيامه وتعهده.. وقد قيل إنه إنما سمى الراعي لبيت قاله في
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تأويل خبر إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن الحديث 2
2 استطراد لذكر ما في الأصبع من اللغات 4
3 تأويل قوله تعالى: والأرض جميعا قبضته يوم القيامة الآية 4
4 (المجلس الثالث والعشرون) تأويل قوله تعالى: تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك الآية 6
5 ذكر جملة من معاني النفس 6
6 تأويل حديث إذا أحب العبد لقائي أحببت لقاءه الحديث 6
7 (المجلس الرابع والعشرون) تأويل قوله تعالى: إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم الآية 9
8 استطراد لذكر معاني كاد المقرونة بالنفي عند العرب 11
9 تأويل قوله تعالى: فذبحوها وما كادوا يفعلون 11
10 تأويل قوله تعالى: إذا أخرج يده لم يكد يراها الآية 11
11 تأويل قوله تعالى: كذلك كدنا ليوسف الآية 11
12 تأويل قوله تعالى: ان الساعة آتية أكاد أخفيها الآية 12
13 استطراد لذكر جواز إضمار كاد وعدمه 13
14 تأويل قوله تعالى: وإذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر الآية 14
15 (المجلس الخامس والعشرون) تأويل قوله تعالى: وجعلنا نومكم سباتا الآية 15
16 استطراد لذكر يوم بدء الخلق وتعيينه 15
17 تأويل خبر ان الميت ليعذب ببكاء الحي عليه 17
18 استطراد لذكر أهل القليب وايذائهم للنبي صلى الله عليه وسلم ودعائه عليهم 19
19 تأويل خبر ما من احديد خله عمله الجنة ويجيه من النار الحديث 20
20 استطراد لذكر بعض من شعر عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي 21
21 ترجمة الثريا وذكر ما وقع لعمر المذكور معها 22
22 (المجلس السادس والعشرون) تأويل قوله تعالى: فغشيهم من أليم ما غشيهم الآية 23
23 (المجلس السابع والعشرون) تأويل قوله تعالى: فخر عليهم السقف من فوقهم الآية 24
24 فرق لطيف للعرب بين اللام وعلى في هذا الموضوع 26
25 تأويل خبر إن هذا القرآن مأدبة لله تعالى الحديث 27
26 استطراد لذكر ما يقال لا طعمة مخصوصة عند العرب 28
27 ذكر سرعة استحضار الأصمعي في إنشاده الشعر 31
28 تأويل قوله تعالى: وقالت اليهود عزير بن الله الآية 33
29 تأويل قوله تعالى: ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم الآية 35
30 تأويل ما رواه مسلم الخزاعي من إنشاده قول سويد بن عامر وقوله صلى الله عليه وسلم لو أدركته لا سلم 36
31 استرواح بذكر شئ من شعر رفيع الوالبي 39
32 ذكر شئ من محاسن شعر عقيل بن علفة وبعض أخباره 40
33 تأويل قوله تعالى: والي الله ترجع الأمور 42
34 (المجلس الثامن والعشرون) تأويل قوله تعالى: وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها الآية 44
35 معني قوله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر 44
36 استطراد لذكر شئ من شعره هلال بن خثعم 46
37 ذكر طرف من أشعار حارثة بن بدر الغداني وبعض أخباره 47
38 (المجلس التاسع والعشرون) تأويل قوله تعالى: أولئك لهم نصيب مما كسبوا الآية وقوله تعالى: وما أمر الساعة الا كلمح البصر أو هو أقرب 53
39 (المجلس الثلاثون) تأويل قوله تعالى: والله يرزق من يشاء بغير حساب 56
40 تأويل خبر توضؤا مما غيرت النار 58
41 استرواح بذكر بعض من محاسن شعر عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وبعض أخباره 60
42 (المجلس الواحد والثلاثون) تأويل قوله تعالى: قد افترينا على الله كذبا ان عدنا في ملتكم الآية 63
43 تأويل خبر خير الصدقة ما أبقت غني واليد العليا خير من اليد السفلى 66
44 استرواح بذكر طرف من شعر ثابت قطنة العتكي وأخباره 68
45 ذكر شئ من شعر عروة بن أذينة 72
46 ذكر خبره مع السيدة سكينة رضي الله تعالى عنها 73
47 ذكر أشعر أبيات قيلت في معنى الحسد 74
48 (المجلس الثاني والثلاثون) تأويل قوله تعالى: واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان الآية 76
49 مسئلة وجوب رد الشئ إلى نظيره 78
50 ما روى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه في تأويل الآية المذكورة 81
51 ما روى عن شريعة سيدنا سليمان عليه السلام في السحر 82
52 تأويل قوله تعالى: ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق الآية 82
53 تأويل خبر لو كان القرآن في اهاب ما مسته النار 83
54 مسئلة ان المكتوب في المصحف هو القرآن 84
55 معنى قوله تعالى: لو أنزلنا هذا القرآن على جبل الآية 85
56 استرواح بذكر طرف من الملح الشعرية 87
57 (المجلس الثالث والثلاثون) تأويل قوله تعالى: فأما الذين في قلوبهم زيغ الآية 94
58 استطراد لذكر بعض أخبار يزيد بن مفرغ وشئ من شعره 95
59 ذكر جملة من الملح الشعرية المستحسنة 98
60 حكاية عبيد الله بن سليمان بن وهب مع ابن الرومي 101
61 (المجلس الرابع والثلاثون) تأويل قوله تعالى: لا تثريب عليكم اليوم الآية 105
62 تأويل خبر النهي عن كسب الرمازة 107
63 استطراد لذكر ما جاء عن العرب فيما يقال في الرمز والصفر 108
64 أحسن ما قيل في صفة المرأة العجز الخمصانة 112
65 ذكر بعض من شعر اراكة الثقفي في تسلية المحزون 113
66 قصيدة في الهجاء لبشر بن أبي حازم الأسدي وحسن اعتذاره 114
67 (المجلس الخامس والثلاثون) تأويل قوله تعالى: خلق الإنسان من عجل الآية 115
68 ذكر ما جاء عن العرب في القلب للمبالغة 115
69 استطراد لذكر ما يستحسن من شعر مسكين الدارمي في الموضع 119
70 أحسن ما قبل في الغيرة 124
71 (المجلس السادس والثلاثون) تأويل قوله تعالى: ولقد همت به وهم بها الآية 125
72 كلام على البرهان الذي رآه سيدنا يوسف عليه السلام 129
73 استرواح بذكر بعض ملح شعرية 129
74 (المجلس السابع والثلاثون) تأويل قوله تعالى: رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه الآية 133
75 تأويل خبر من يتبع المشمعة يشمع به 136
76 استرواح بذكر بعض فكاهات أدبية للأصمعي 138
77 (المجلس الثامن والثلاثون) تأويل قوله تعالى: ونادى نوح ربه فقال رب ابني من أهلي الآية 144
78 ذكر بعض فكاهات شعرية ونثرية للأصمعي 147
79 (المجلس التاسع والثلاثون) تأويل قوله تعالى: فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم الآية 152
80 ترجمة مروان بن يحيى وذكر شئ من شعره وخبره 155
81 (المجلس الأربعون) تأويل قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول الآية 164
82 تقرير شبهة الجبرية في فهم الآية المذكورة وردها 167
83 قصة حصن بن حذيفة مع أولاده عند وفاته ووعظه لهم 168
84 ذكر جملة اشعار مستحسنة لمروان بن أبي حفصة وغيره 169