كميت كركن الباب أحيى بناته * مقاليتها فاستحشمتهن إصبع .. وقال لبيد بن ربيعة من يبسط الله عليه إصبعا * بالخير والشر بأي أولعا (1) يملأ له منه ذنوبا مترعا .. وقال حميد بن ثور أغر كلون البدر في كل منكب * من الناس نعمى تحتديها وإصبع .. وقال آخر وأرزنات ليس فيهن أبن * ذو إصبع في مسها وذو فطن .. وقال آخر أكرم نزار أو اسقه المشعشعا * فإن فيه خصلات أربعا حدا وجودا وندى وأصبعا * والأصبع في كل ما أوردناه المراد بها الأثر الحسن والنعمة فيكون المعنى ما من آدمي إلا وقلبه بين نعمتين لله جليلتين حسنتين.. فان قيل هذا قد ذكر كما حكيتم إلا أنه لم يفصل ما النعمتان وما وجه التثنية ههنا ونعم الله تعالى على عباده كثيرة لا تحصى .. قلنا يحتمل أن يكون الوجه في ذلك نعم الدنيا ونعم الآخرة وشاهما لأنهما كالجنسين أو كالنوعين وإن كان كل قبيل منهما في نفسه ذا عدد كثير لأن الله تعالى قد أنعم على عباده بان عرفهم بأدلته وبراهينه ما أنعم به عليهم من نعم الدنيا والآخرة وعرفهم مالهم في الاعتراف بذلك والشكر عليه والثناء به من الثواب الجزيل والبقاء في النعيم الطويل .. ويمكن أن يكون الوجه في تسميتهم للأثر الحسن بالأصبع هو من حيث يشار إليه
(٣)