الأمالي - السيد المرتضى - ج ٢ - الصفحة ٢٥
فخر من أجل كفرهم السقف من فوقهم.. قال الشاعر أرمى عليها وهي فرع أجمع * وهي ثلاث أذرع وإصبع أراد أرمي عنها لأن كلام العرب رميت عن القوس فأقام على مقام عن ولو أنه قال تعالى على هذا المعنى فخر عليهم السقف ولم يقل من فوقهم جاز أن يتوهم متوهم ان السقف خر وليس هم تحته.. وثانيها أن يكون على بمعنى اللام والمراد فخر السقف فان على قد تقام مقام اللام.. وحكي عن العرب ما أغيظك على وما أغمك على يريدون ما أغيظك لي وما أغمك لي.. قال الطرماح يصف ناقة كأن مجراها علي ثفناتها * معرس خمس وقعت للجناجن (1) أراد وقعت على الجناجن وهي عظام الصدر فأقام اللام مقام على.. وقد يقول القائل أيضا تداعت على فلان داره واستهدم عليه حائطه ولا يريد انه كان تحته فأخبر تعالى بقوله (من فوقهم) عن فائدة لولاه ما فهمت ولجاز أن يتوهم متوهم في قوله فخر عليهم السقف ما يتوهمه من قوله خرب عليه ربعه ووقعت عليه دابته وأشباه ذلك.. وللعرب في هذا مذهب طريف لطيف لأنهم لا يستعملون لفظه على في مثل هذا الموضع إلا في الشر والأمر المكروه الضار ويستعملون اللام وغيرها في خلاف ذلك ألا تري أنهم لا يقولون عمرت على فلان ضيعته بدلا من قولهم خربت عليه ضيعته ولا ولدت عليه

(1) - الثفنات - جمع ثفنة بفتح فكسر وهو من البعير ركبته وما مس الأرض من كركرته وسعداناته وأصول أفخاذه - والمعرس - محل التعريس وهو النزول آخر الليل يريد محل مبيتها وبعده * وقعن اثنتين واثنتين وفردة يبادرون تغليسا سمال المداهن - السمال - جمع سملة وهي بقية الماء في الحوض - والمداهن - جمع مدهن وهي نقر في رؤس الجبال يستنقع فيها الماء وقد سبق إلى هذا المعنى ذو الرمة فقال كان مجراها على ثفناتها * معرس خمس من قطا متجاور وقعن اثنتين واثنتين وفردة * جريدا هي الوسطى بصحراء حائر
(٢٥)
مفاتيح البحث: الكراهية، المكروه (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست