فخر من أجل كفرهم السقف من فوقهم.. قال الشاعر أرمى عليها وهي فرع أجمع * وهي ثلاث أذرع وإصبع أراد أرمي عنها لأن كلام العرب رميت عن القوس فأقام على مقام عن ولو أنه قال تعالى على هذا المعنى فخر عليهم السقف ولم يقل من فوقهم جاز أن يتوهم متوهم ان السقف خر وليس هم تحته.. وثانيها أن يكون على بمعنى اللام والمراد فخر السقف فان على قد تقام مقام اللام.. وحكي عن العرب ما أغيظك على وما أغمك على يريدون ما أغيظك لي وما أغمك لي.. قال الطرماح يصف ناقة كأن مجراها علي ثفناتها * معرس خمس وقعت للجناجن (1) أراد وقعت على الجناجن وهي عظام الصدر فأقام اللام مقام على.. وقد يقول القائل أيضا تداعت على فلان داره واستهدم عليه حائطه ولا يريد انه كان تحته فأخبر تعالى بقوله (من فوقهم) عن فائدة لولاه ما فهمت ولجاز أن يتوهم متوهم في قوله فخر عليهم السقف ما يتوهمه من قوله خرب عليه ربعه ووقعت عليه دابته وأشباه ذلك.. وللعرب في هذا مذهب طريف لطيف لأنهم لا يستعملون لفظه على في مثل هذا الموضع إلا في الشر والأمر المكروه الضار ويستعملون اللام وغيرها في خلاف ذلك ألا تري أنهم لا يقولون عمرت على فلان ضيعته بدلا من قولهم خربت عليه ضيعته ولا ولدت عليه
(٢٥)