.. وقال آخر في التأنيث ليومنا بمنى إذ نحن ننزلها * أسر من يومنا بالعرج أو ملل فأما قوله - فالخير والشر مقرونان في قرن - فالقرن الحبل وأراد انهما مجموعان لا يفترقان من حيث لا يكاد يصيب الانسان في الدنيا خيرا صرفا لا شر فيه فلهذا قال إنهما مقرونان في قرن ويجوز أيضا أن يريد أن لسرعة تقلب الدنيا وإبدالها الخير بالشر كأن الخير والشر مقرونان مجتمعان معا لتقارب ما بينهما.. فأما - الجديدان - فهما الليل والنهار وهما أيضا الأجدان والملوان والفتيان والردفان والعصران..
قال الشاعر إن الجديدين في طول اختلافهما * لا يفسدان ولكن تفسد الناس .. وقال آخر وانطله العصرين حتى يملني * ويرضى بنصف الدين والأنف راغم (1) وقال أبو عبيدة ويقال الليل والنهار ابنا سبات.. وأنشد ابن الاعرابي وكنا وهم كابني سبات تفرقا * سوى ثم كانا منجدا وتهاميا ويقال للغداة والعشي القرنان والبركان والصرعان.. أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عثمان بن يحيى قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الحكيمي قال أملى علينا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي قال أنشدنا ابن الاعرابي لرفيع الوالبي كذبتك ما وعدتك أمس صلاح * وعسى يكون لما وعدت نجاح برؤ من السقم الطويل ضمانه * لا يستوي سقم بكم وصحاح أصلاح إنك قد رميت نوافذا * وجوائفا ليست لهن جراح