قال: وأما قولكم: كنت وصيا فضيعت الوصاية، فأنتم كفرتم وقدمتم علي غيري وأزلتم الامر عني، ولم أك كفرت بكم، وليس على الأوصياء الدعاء إلى أنفسهم، فإنما تدعوا الأنبياء إلى أنفسهم والوصي مدلول عليه مستغن عن الدعاء إلى نفسه، ذلك لمن آمن بالله ورسوله، وقد قال الله تعالى:
(ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) (1).
فلو ترك الناس الحج لم يكن البيت ليكفر بتركه إياه، ولكن كانوا يكفرون بتركه، لان الله تبارك وتعالى قد نصبه لهم علما، وكذلك نصبني علما، حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي أنت بمنزلة الكعبة يؤتى إليها ولا تأتي (2)، فقالوا: وهذه لك خرجت منها وحججتنا، فأذعنوا معه أربعة آلاف رجل ممن قعدوا عنه (3)،