المسترشد - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - الصفحة ٣٩١
فقال لي: يا علي إنك تدعى إلى مثلها، فتجيب وأنت مكره (1)، و
(١) - أنظر دلائل النبوة للبيهقي ج ٤ ص ١٠٥ وفيه: قال الزهري في حديثه: فجاء سهيل بن عمرو فقال: هات أكتب بيننا وبينك كتابا، فدعا الكاتب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل: أما الرحمن فوالله ما أدري ما هو ولكن بسمك اللهم كما كنت تكتب فقال المسلمون: والله لا نكتبها الا بسم الله الرحمن الرحيم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أكتب بسمك اللهم ثم قال: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، فقال سهيل:
والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولكن أكتب محمد بن عبد الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني لرسول الله وإن كذبتموني، أكتب محمد بن عبد الله.
قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٣٢: قال نصر: فلما رضي أهل الشام بعمرو وأهل العراق بأبي موسى، أخذوا في سطر كتاب الموادعة، وكانت صورته:
" هذا ما تقاضى عليه علي أمير المؤمنين ومعوية بن أبي سفيان " فقال معاوية بئس الرجل أنا إن أقررت أنه أمير المؤمنين ثم قاتلته! وقال عمرو: بل نكتب اسمه واسم أبيه، إنما هو أميركم، فأما أميرنا فلا. فلما أعيد إليه الكتاب أمر بمحوه، فقال الأحنف: لا تمح اسم أمير المؤمنين عنك، فإني أتخوف إن محوتها ألا ترجع إليك أبدا، فلا تمحها. فقال علي عليه السلام: إن هذا اليوم كيوم الحديبية حين كتب الكتاب عن رسول الله صلى الله عليه:
هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو، فقل سهيل: لو أعلم أنك رسول الله لم أقتلك، ولم أخالفك، إني إذا لظالم لك إن منعتك أن تطوف ببيت الله الحرام وأنت رسوله ولكن أكتب: محمد بن عبد الله، فقل لي رسول الله صلى الله عليه: يا علي، إني لرسول الله، وأنا محمد بن عبد الله، ولن يمحو عني الرسالة كتابي لهم من محمد بن عبد الله، فاكتبها وامح ما أراد محوه، أما إن لك مثلها ستعطيها وأنت مضطهد.
قال نصر: وقد روى أن عمرو بن العاص عاد بالكتاب إلى علي عليه السلام، فطلب منه أن يمحو اسمه من إمرة المؤمنين فقص عليه وعلى من حضر قصة صلح الحديبية قال: إن ذلك الكتاب أنا كتبته بيننا وبين المشركين، واليوم أكتبه إلى أبنائهم، كما كان رسول الله صلى الله عليه كتبه إلى آبائهم شبها ومثلا، فقال عمرو: سبحان الله، أتشبهنا بالكفار، ونحن مسلمون! فقال علي عليه السلام: يا بن النابغة، ومتى لم تكن للكافرين وليا وللمسلمين عدوا! فقام عمرو، وقال: والله لا يجمع بيني وبينك مجلس بعد اليوم. فقال علي: أما والله إني لأرجو ا أن يظهر الله عليك وعلى أصحابك.