يعود أسفلكم أعلاكم، ولقد عدتم كهيئتكم يوم بعث فيكم نبيكم (صلى الله عليه وآله) ولقد تبينت بهذا الموقف وبهذا الامر، وما كتمت رحمة ولا سقطت وسمة، هلك من ادعى، وخاب من افترى، اليمين والشمال مضلة الطريق، والمنهج ما في كتاب الله وآثار النبوة (1).
الا إن أبغض عبد خلقه الله لعبد وكله إلى نفسه، ورجل قمش (2) في أشباه الناس علما فسماه الناس عالما، حتى إذا ورد من آجن، وارتوى من غير طائل، قعد قاضيا للناس لتخليص ما اشتبه من غيره، فإن قاس شيئا بشئ لم يكذب بصره، وإن أظلم عليه شئ كتم ما يعرف من نفسه، لكيلا يقال: خباط عشوات، ومفتاح جهالات لا يسأل عما لا يعلم، فيسأل ولا ينهض بعلم قاطع يذري الرواية إذراء الريح الهشيم، تصرخ منه المواريث، يحل بقضائه الفرج الحرام، ويحرم بقضائه الفرج الحلال لا يلي (3) بتصدير ما ورد عليه، ولا ذاهل عما فرط عنه،