المسترشد - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - الصفحة ٢٩٩
ويوم خيبر يوم الراية، إذ أخرجه النبي، وهو أرمد بعدما أنهزم القوم دفعة بعد دفعة حتى قال النبي [صلى الله عليه وآله]: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله (1)، ثم وصفه، فقال: كرار
(١) - أنظر الكامل في التاريخ: لابن الأثير ج ٢ ص ٢١٩ ط بيروت وقريب منه في تاريخ الطبري ج ٣ ص ١٢ ط مصر. والحديث متواتر ومشهور جدا وقد أورد الحمويني في فرائد. السمطين ج ١ ص ٣٧٨: وسمعته يوم خيبر يقول: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال: فتطاولنا لها، فقال: ادعوا لي عليا. قال: فدعوناه فأتاه و به رمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه. ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٢٦: عن ابن عمر قال: جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن اليهود قتلوا أخي قال: لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه فيمكنك من قاتل أخيك فاستشرف لذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث إلى علي فعقد له اللواء فقال: يا رسول الله إني أرمد كما ترى وهو يومئذ رمد فتفل في عينيه فما رمدت بعد يومه فمضى. رواه الطبراني وفيه أحمد بن سهل بن علي الباهلي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. عن جميع بن عمير قال: قلت لعبد الله بن عمر: حدثني عن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فكأني أنظر إليها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحتضنها وكان علي بن أبي طالب أرمد من دخان الحصن فدفعها إليه فلا والله ما تنامت الخيل حتى فتحها الله عليه.
وعن أبي ليلى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله و رسوله فدعا عليا فأعطاه إياها.
وعن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فأعطاها عليا. رواه الطبراني بأسانيده وفي أحسنها معتبر بن أبي السري العسقلاني ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر أحسبه قال: أبا بكر فرجع منهزما ومن معه فلما كان من الغد بعث عمر فرجع منهزما يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح الله عليه فثار الناس فقال:
أين علي فإذا هو يشتكي عينيه فتفل في عينيه ثم دفع إليه الراية فهزها ففتح الله عليه.
وعن أبي ليلى لعلي وكان يسمر معه أن الناس قد أنكروا منك أن تخرج في الحر في الثوب المحشو وفي الشتاء في الملاءتين الخفيفتين؟! فقال علي: أو لم تكن معنا قلت:
بلى، قال: فان النبي صلى الله عليه وسلم دعا أبا بكر فعقد له لواء ثم بعثه فسار بالناس فانهزم حتى إذا بلغ ورجع فدعا عمر فعقد له لواء فسار ثم رجع منهزما بالناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله له ليس بفرار فأرسل فأتيته وأنا لا أبصر شيئا فتفل في عيني فقال: اللهم اكفه ألم الحر والبرد فما آذاني حر ولا برد بعد.