فقلت: يا أبة لا أعلم شيئا من ذلك (1)، فقال: يا بني، وما عسيت أن تعلم، فقلت: والله لهو أحب إلى الناس من ضياء أبصارهم، فقال: إن ذلك لكما ذكرت على رغم أبيك وسخطه، فقلت يا أبة: أفلا تحكي (2) أفعاله بمقام في الناس، يبين ذلك عنه، فقال: وكيف لي بذلك، مع ما ذكرت من أنه أحب إلى الناس من ضياء أبصارهم، إذا لرضخت (3) هامة أبيك بالجندل (4) قال: [ابن عمر] ثم تجاسر فجسر، فما دارت الجمعة حتى وقف به في الناس، فقال:
يا أيها الناس: كانت بيعة أبي بكر فلتة، وقى الله شرها (5) فمن عاد لمثلها فاقتلوه! (6).