بالماء أو لا يشغله مسموع عن مسموع ولا مبصر عن مبصر على أن يكون المصدر بمعنى المفعول .
(ولا يبرمه إلحاح الملحين) أبرمه إذا أمله وأضجره، والإلحاح المبالغة في السؤال والإصرار عليه. (أسألك أن تفرج عني) المكاره والغموم وحذف المفعول للدلالة على العموم.
(في ساعتي هذه) اريد بهذه الساعة الساعة القريبة من وقت السؤال لأن المطلوب في وقت السؤال غير حاصل. (من حيث أحتسب) حصول الفرح فيه. (ومن حيث لا أحتسب) وقد روي أن أكثر حصول مطالب العبد وفرحه من حيث لا يحتسبه.
(إنك تحيي العظام وهي رميم وإنك على كل شيء قدير) كسر الهمزة أظهر وفتحها بتقدير لام التعليل جائز وهو مع كونه ثناء له بالقدرة القاهرة بمنزلة التعليل لما سبق وإظهار لتوقع حصول المطالب معها. (يامن قل شكري) على نعمائه ظاهرا وباطنا، (فلم يحرمني) منها تفضلا مع تحقق سبب الحرمان.
(وعظمت خطيئتي) بالمخالفة في امتثال الأوامر والنواهي، (فلم يفضحني) بهتك الأستار خصوصا عند الأبرار. (ورآني على المعاصي فلم يجبهني) جبهه كمنعه ضرب جبهته ورده أو لقيه بما يكره وإستقبله به.
(وبئس العبد أنا وجدتني) فتح التاء في وجدتني أظهر من ضمها والظاهر أنه على التقديرين استئناف لا محل له من الإعراب فكأنه قيل: ما سبب هذا الذم العام؟ فأجاب: بأنك وجدتني بهذا الوصف وهو الذم العام أو بما يوجبه كذلك ألفيتني ومعناه وجدتني.
(عبدك وابن عبدك وابن أمتك بين يديك) في هذا مع كونه غاية الخضوع والتذلل المطلوبين في مقام الدعاء استعطاف وإسترحام لأن هذه الأوصاف تقتضي العطف والترحم.
(ما شئت صنعت بي) معناه خبر كاللفظ أو أمر وفيه على التقديرين إظهار للرضا والتسليم.
(هدأت الأصوات) أي سكنت.
(وسكنت الحركات) لفراغهم عن المعاملة والمحاورة وإستقرارهم في بسط الاستراحة.
(وخلا كل حبيب بحبيبه) لأن كل شخص مائل إلى من يحبه من نوعه وصنفه كما هو المعروف من أفراد الحيوان والإنسان. (وخلوت بك أنت المحبوب إلي) تعريف الخبر باللام يفيد الحصر ولا ريب أن المحبوب الحقيقي للمؤمن ليس إلا هو.
(فاجعل خلوتي منك الليلة العتق من النار) أي نار جهنم أو نار ألم الفراق. والليلة ظرف للجعل أو للخلوة وحمل الخلوة على العتق من باب حمل المسبب على السبب للمبالغة في