أو ليأسهم من قبول الدلالة. (ولا يضل من هديت) ضل عن الطريق حار وضل الشيء ضاع ولعل المراد بالهداية الهداية الخاصة التي للأولياء باللطف والتوفيق لسلوك سبيل الخير. (أنعمت علي فأسبغت - إلى آخره) لعل المراد باسباغها إتمامها وإكمالها بحيث لا يكون في شيء منها خلل ونقص في حد ذاتها وبتوفيرها جعلها واسعة على قدر الحاجة غير ناقصة عنه وبإحسان الغذاء جعله من الطيبات كقوله تعالى: (كلوا من طيبات ما رزقناكم) وبإجزال العطاء جعله كثيرا زائدا عن قدر الحاجة وبهذا ظهر الفرق بين الفقرات والتأكيد محتمل. (بلا استحقاق لذلك تفعل مني) الجار متعلق بالأفعال الأربعة على سبيل التنازع وتفعل على صيغة الخطاب وفي بعض النسخ «بفعل بي» بالباء الموحدة التحتانية والفاء بعدها. (فلم يمنعك جرأتي عليك) الجرأة كالجرعة الشجاعة جرء ككرم فهو جرىء أي شجاع مبارز. (وركوبي لما نهيتني عنه) ركب الذنب كسمع ركوبا إقترفه كارتكبه فاللام زائدة.
(ودخولي فيما حرمت علي) هذا أعم من السابق لشموله ركوب المنهيات وترك الواجبات جميعا. (ان عدت علي بفضلك) مفعول يمنعك يعني أفعالي القبيحة المذكورة التي هي أسباب للمنع والحرمان لم تمنعك من رجوعك إلي بالفضل والإحسان وإهداء الأيادي الجسيمة والعطايا العظيمة. (ولم يمنعني حلمك عني) بالتأني وعدم العجلة في المؤاخذة.
(وعودك علي بفضلك وان عدت في معاصيك) مع أن هذه النعمة الجزيلة والكرامة الجميلة أسباب للحياء والانزجار عنها وما هذا إلا لكمال الوقاحة، وفي لفظة «في» وجمع مدخولها إيماء إلى الاستقرار والإحاطة.
(فأنت العواد بالفضل) العواد بالفتح والشد للمبالغة. (فيا أكرم من أقر له بذنب) «اقر» على البناء للمفعول من الغائب. (وأعز من خضع له بذنب) في بعض النسخ «بذل» وهو الأنسب بقوله:
خضعت بذلي. (فما أنت صانع بي كرمك) الموصول مع صلته مبتدء وكرمك خبر وفي بعض النسخ «بي» بالباء بدل «في».
(وإقراري بذنبي لعزتك) (1) في بعض النسخ «وعزتك». (وخضوعي بذلي) الواو في الموضعين أو الثلاثة للقسم. (افعل بي ما أنت أهله) من الكرم والتفضل والإحسان. (ولا تفعل بي ما أنا أهله) من البعد عن الرحمة والعقوبة والخذلان.
تم كتاب الدعاء ويتلوه كتاب فضل القرآن من كتاب الكافي.