(ويا من يفقه بكل لغة يدعى بها) فقهه كعلمه فهمه وعلمه والظاهر ان الباء زائدة للمبالغة في التعدية وفيه جواز الدعاء المخترع ولو في الصلاة وقد صرح بعض الأصحاب بجوازه فيها. (ويا من عفوه قديم) كعفوه عن آدم وزوجته.
(وبطشه شديد) كبطشه على إبليس والامم الماضية وفيه توقيف للنفس بين الخوف والرجاء مع رجحانه لأن قدم العفو يقتضي التعويد به. (وملكه مستقيم) أي ما ملكه من المخلوقات مستقيم الأحوال والنظام بحيث لا يكون ملك أتقن مما دبره ولا نظام أحسن مما قدره إذ سلطانه ثابت لا يزول ودائم لا يزال. (أسألك باسمك الذي شافهت به موسى) في القاموس شافهه أدنى شفته من شفته والبلد والأمر أدناه وشفهه كمنعه ضرب شفته وشغله وألح عليه في المسألة وهذا كناية عن نهاية قربه وكلامه بلا واسطة.
(يا الله يا رحمن يا رحيم) يحتمل أن يكون هذا هو الاسم المذكور. (يا لا إله إلا أنت) أي يا لا الله إلا أنت. (اللهم أنت الصمد) أي المقصود لجميع المخلوقات والمرجع في جميع الحاجات .
* الأصل:
34 - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الوليد، عن يونس قال: قلت للرضا (عليه السلام) علمني دعاء وأوجز، فقال: قل: «يامن دلني على نفسه وذلل قلبي بتصديقه أسألك الأمن والإيمان».
* الشرح:
قوله: (علمني دعاء وأوجز) أي أسرع واقتصر، وكلام وجيز أي خفيف مقتصد مشتمل على جل المقاصد أو كلها وهذا الدعاء كذلك.
(فقال قل يا من دلني على نفسه) يندرج فيه الدلالة على المبدأ وما يصح له وما يمتنع عليه.
(وذلل قلبي بتصديقه) يندرج فيه تصديقه وتصديق رسوله وتصديق جميع ما ثبت أنه جاء به رسوله إذ بانتفاء شيء منها لا يتحقق تصديقه.
(أسألك الأمن) في الدنيا والآخرة من مكارههما (والإيمان) اريد به الإيمان الكامل المقرون بامتثال الأوامر والنواهي فلا تكرار.
* الأصل:
35 - علي بن أبي حمزة، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن رجلا أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين كان لي مال ورثته ولم أنفق منه درهما في طاعة الله عزوجل