عبد الله (عليه السلام): «ما من مؤمن إلا وله ذنب يهجره زمانا ثم يلم به وذلك قول الله عز وجل: (إلا اللمم) وسألته عن قول الله عزو جل: (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم) قال:
الفواحش الزنا والسرقة، واللمم: الرجل يلم بالذنب فيستغفر الله منه».
* الأصل:
4 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحارث بن بهرام عن عمرو بن جميع قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): «من جاءنا يلتمس الفقه والقرآن وتفسيره فدعوه ومن جاءنا يبدي عورة قد سترها الله فنحوه، فقال له رجل من القوم: جعلت فداك والله إنني لمقيم على ذنب منذ دهر، اريد أن أتحول عنه إلى غيره فما أقدر عليه، فقال له: إن كنت صادقا فان الله يحبك وما يمنعه أن ينقلك منه إلى غيره إلا لكي تخافه».
* الشرح:
قوله: (ومن جاءنا يبدي عورة قد سترها الله فنحوه) قد أمر (عليه السلام) أصحابه الذين من أهل التفرس أن يمنعوا من الدخول عليه من هو من أهل الإذاعة والابداء لأنه أصلح له ولهم ويندرج فيه ابداء أحاديثهم لغير أهلها وإذاعة أمرهم إلى أهل الجور واظهار سرهم الذي ستره الله تعالى وأمر باستتاره حفظا له ولشيعته من أعدائهم لشدة الخوف والتقية منهم وقد أشار (عليه السلام) إلى أن صدور الذنب من المؤمن مبنى على المصلحة له بقوله (إن كنت صادقا فإن الله يحبك - إلى آخره) محبة الله لعبده عبارة عن إيصال الخير إليه أو إرادة ايصاله فإذا علم الله تعالى أن عبدا من عباده يغتر بترك الذنوب ويعجب بكثرة الطاعة ولزوم الانقياد ويخرج نفسه عن حد التقصير والخوف منه يبتليه ببعض الذنوب وذلك لطف منه ورحمة على عبده لكي يخافه ويرجع إليه ويعترف بتقصيره، وهذا من أحسن الحالات للإنسان ولو لا هذا المصلحة لم يذنب مؤمن قط، ومنه يفهم أن الذنب خير من العجب والله المستعان.
* الأصل:
5 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى [عن حريز] عن إسحاق ابن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ما من ذنب إلا وقد طبع عليه عبد مؤمن يهجره الزمان ثم يلم به وهو قول الله عز وجل: (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم)، قال: اللمام العبد الذي يلم بالذنب بعد الذنب ليس من سليقته، أي من طبيعته».
* الشرح:
قوله: (ما من ذنب إلا وقد طبع عليه عبد مؤمن - إلى آخره) الطبع على الشيء الختم عليه وهو