مستلزم لمنع دخول شيء فيه، ولعل المراد أن المؤمن ممنوع من الدخول في الذنب زمانا على سبيل الكناية ثم يلم به لمصلحة وأما حمله أن المؤمن خلق عليه بمعنى أنه مقتضى طبعه وسجيته فينافيه آخر هذا الحديث والحديث الذي بعده فليتأمل.
* الأصل:
6 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إن المؤمن لا يكون سجيته الكذب والبخل والفجور وربما ألم من ذلك شيئا لا يدوم عليه. قيل: فيزني؟ قال: نعم ولكن لا يولد له من تلك النطفة».
* الشرح:
قوله: (وربما ألم من ذلك شيئا لا يدوم عليه) عدم دوامه دليل على أنه ليس من طبيعته; لأن مقتضى الطبيعة لا ينفك عنها وأيضا طبيعته الطيبة من طينة الجنة والروحانية المربية لها من روح الله وليس شيء منهما مقتضيا للذنب والمخالفة وإنما هو لامور خارجة عنهما ولحكمة مقتضية له (قيل فيزني؟ قال نعم ولكن لا يولد له من تلك النطفة) لعل المراد أن المتولد من تلك النطفة لا يكون ولدا له ولا يلحق به شرعا لا أنه لا يتولد منها ولد فإنه خلاف الواقع، وهنا احتمال بعيد وهو أنه لا يولد للمؤمن من تلك النطفة لأنه ليس بمؤمن حين يزنى فيكون إشارة إلى سلب الإيمان عنه حين الزنا.