* الشرح:
قوله: (قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن الله تعالى أشد فرحا بتوبة عبده من رجل أضل راحلته ومزاده في ليلة ظلماء، فوجدها فالله أشد فرحا بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها) الفرح السرور يقارنه الرضا بالمسرور به فالمعنى أن الله سبحانه يرضى توبة العبد أشد مما يرضى الواجد لراحلته الضالة في الليلة الظلماء ومزاده فعبر عن الرضا بالفرح تأكيدا لمعنى الرضا في نفس السامع ومثل هذا الحديث رواه مسلم بطرق متعددة عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «الله أشد فرحا بتوبة عبده من رجل في أرض دوية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه فنام فاستيقظ وقد ذهبت فطلبها حتى أدركه العطش، ثم قال أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا وراحلته وزاده» الدوية منسوبة إلى الدو بتشديد الواو وهي البرية التي لانبات فيها.
9 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل، عن عبد الله ابن عثمان، عن أبي جميلة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «إن الله يحب العبد المفتن التواب ومن لم يكن ذلك منه كان أفضل».
* الأصل:
10 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن محمد بن سنان، عن يوسف [بن] أبي يعقوب بياع الأرز، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمقيم على الذنب وهو مستغفر منه كالمستهزيء».
* الشرح:
قوله: (قال: سمعته يقول: التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمقيم على الذنب وهو مستغفر منه كالمستهزيء) الظاهر أن التشبيه في نفي الذنب لا في التساوي في الدرجة والاستغفار باللسان مع الإصرار على الذنب استهزاء فهو استغفار يحتاج إلى استغفار، أما أنه استهزاء فلانه يظهر ندامته عند الله مع عدمها بقرينة الإقامة على الذنب إذ الندم على الشر يدعو إلى تركه ويظهر أيضا أنه خائف من الله مع عدم الخوف منه وبهذين الوجهين يشبه فعله واستغفاره بالإستهزاء في أنه يشعر ظاهرا بأن مقصوده الحاق الهوان والحقارة به سبحانه ولكنه ليس مستهزئا حقيقة إذ ليس قصده ذلك وإلا لكان كافرا بالله العظيم وليس كذلك لما مر عن الباقر (عليه السلام): «أن المؤمن كلما عاد بالاستغفار والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة» ثم الظاهر أن الذنب أعم من أن يكون من نوع واحد أو من أنواع