التي هي مجاري الدم من الآدمي إلى أن يصل إلى قلبه فيوسوسه على حسب ضعف إيمان العبد وقلة ذكره وكثرة غفلته ويبعد عنه ويقل تسلطه وسلوكه إلى باطنه بمقدار قوة إيمانه ويقظته ودوام ذكره وإخلاص توحيده وما رواه المفسرون عن ابن عباس قال: «إن الله جعل الشياطين من بني آدم مجري الدم وصدور بني آدم مساكن لهم» مؤيد لما ذهب إليه الجمهور وهم يسمون وسوسته لمة الشيطان ومن ألطافه تعالى أنه هيأ ذوات الملائكة على ذلك الوصف من أهل لطافتهم وأعطاهم قوة الحفظ لبني آدم وقوة الإلهام في بواطنهم وتلقين الخير لهم في مقابله لمة الشيطان كما روي أن للملك لمة بابن آدم للشيطان لمة، لمة الملك ايعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليحمد الله ولمة الشيطان ايعاد بالشر وتكذيب بالحق فمن وجد من ذلك شيئا فليستعذ بالله من الشيطان وقالوا: إنما ينكر مثل هذا عقول اسراء العادات الذين استولت عليهم المألوفات فما لم يجدوا في مستقر عاداتهم أنكروه كما أنكر الكفار احياء العظام النخرة وإعادة الأجسام البالية والذي يجب هو التسليم بما نطق به الخبر الصريح ولا يأباه العقل الصحيح، (قال: جعلت لهم التوبة - أو قال بسطت
(١٧٩)