من فوائد الايمان لان المنافق بنائه على الموافقة في ظاهره وعلانيته والمخالفة في باطنه، وسره بخلاف المسلم فان بنائه على الموافقة في الظاهر والباطن ولو خوفا أو طمعا.
واما الانشاء فهو جعل الكلام لا في وزان الواقع بل في مقام ايجاد المفهوم أو طلبه أو الاستعلام عنه وهكذا من وجوه الانشاء ومن المعلوم انه قد ينبعث من الإرادة النفسية وقد ينبعث من الاكراه والاجبار، ولا تجمع الكراهة والإرادة في محل واحد لتضادهما فالمكره على العقد كاره له لا يريده.
ولا ينافي ذلك ما ذكرته آنفا من ثبوت قصد المعنى في حال الاكراه لان ثبوت القصد الاستعمالي المتقوم به الانشاء لا ينافي انفكاكه عن الإرادة النفسية الباعثة على صدوره عن طيب نفسه به واختياره له، ولعله مراد بعض الأساطين من خلو المكره عن قصد المدلول والا فعدم خلو الانشاء عن القصد الاستعمالي في غاية الوضوح.
فان قلت كما أن جعل الكلام لا في وزان الواقع ينبعث تارة من الإرادة وبالاختيار ومرة مع الكراهة والاكراه فكذلك في وزان الواقع ينبعث مرة من ثبوته المخبرية في الضمير وتارة بالاكراه مع عدم ثبوته في ضميره فالاخبار كالانشاء من العناوين المشتركة فكيف حكمت بان الاخبار لا يترتب على اللفظ الا في حال الاختيار؟
قلت نعم اتصاف القضية بالخبر والانشاء باعتبار جعلها في وزان الواقع ولا في وزانه لا تختص بحال الاختيار ولكن دلالتها على ما في الضمير مع العلم والإرادة والكراهة بالدلالة الآنية تختص به كما هو ظاهر والمقصود من ترتب عنوان الاخبار على الاختيار ترتب كشف اللفظ عما في الضمير عليه لا عنوان الخبر المتحقق بمجرد جعل القضية في وزان الواقع في مرحلة الاستعمال.
والحاصل ان المقصود من القضية الخبرية وهو الاخبار والكشف عما في الضمير أصالة - كمقام الاقرار والشهادة والايمان والكفر وهكذا - أو توطئته للخارج كما