احسبه قال بثلاثمائة من صدقات قومه فأعطاه منها ثلاثين بعيرا إلى آخره وليس في الخبر من أين أعطاه إياها غير أن الذي يكاد ان يعرف القلب بالاستدلال بالاخبار انه أعطاه إياه من سهم المؤلفة قلوبهم) - قلت - إن كان عدى عند البيهقي وامامه من المؤلفة قلوبهم فذلك في غاية البعد فقد ذكر البيهقي فيما مضى في باب نقل الصدقة وعزاه إلى مسلم (ان عديا قال لعمر رضي الله عنهما أتعرفني يا أمير المؤمنين فقال نعم والله انى لا عرفك آمنت إذ كفروا وأقبلت إذ أدبروا ووفيت إذ غدروا) وفي الاكتفاء لابن سالم زيادة على هذا أنه قال والله نعرفك من السماء ولما عزمت طيئ على حبس الصدقة في أول خلافة أبى بكر رضي الله عنه رد عليهم عدى بكلام كثير ذكره ابن إسحاق ومن جملته ان للشيطان قادة عند موت كل نبي يستخف لها أهل الجهل بجهلهم على قلائص الفتنة وإنما هي عجاجة لا ثبات لها ولا ثبات فيها ان لرسول الله صلى الله عليه وسلم خليفة من بعده يلي هذا الامر وان لدين الله أقواما يستنهضون به ويقومون به بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قاموا بعهده وان لم يكن عدى من المؤلفة قلوبهم فيبعد أيضا ان يعطيه أبو بكر من سهمهم وأيضا فان سهمهم سقط في زمن أبى بكر كما ذكره البيهقي في الباب الذي بعد هذا وقد ذكر القدوري في التجريد ان أبا بكر أعطاه من سهم العاملين ويدل على ذلك ما حكاه البيهقي في باب نقل الصدقة (عن ابن إسحاق انه عليه السلام بعث عديا علي صدقات طيئ) وذكر ابن سالم في الاكتفاء وجها آخر في اعطاء أبى بكر له تلك الإبل فقال وأعطى أبو بكر عديا ثلاثين من إبل الصدقة وذلك أن عديا لما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرانيا فارسل وأراد الرجوع إلى بلاده ارسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتذر من الزاد ويقول والله ما أصبح عند آل محمد شفه من الطعام ولكن ترجع ويكون خير فلذلك أعطاه أبو بكر تلك الفرائض -
(٢٠)