الله سبحانه: {ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد} (1).
هذه شجاعته الصغرى، وأما شجاعته الكبرى في غلبته النفس والهوى فجف عنها القلم، وكل عنها البيان!
كرمه (عليه السلام) هو الذي كان يملك كنوز قيصر وكسرى، وخزائن البلاد، وكان إفطاره على خبز الشعير والملح (2)، وكان يستقي بيده لنخل قوم من اليهود، ثم يتصدق بالأجرة، ويشد على بطنه حجرا (3).
وهو الذي ملك أربعة دراهم، فأنفق واحدا منها ليلا، وآخر نهارا، وواحدا سرا، وآخر علانية، فنزل في شأنه: {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية} (4).