فظهر للناس تفسير قوله تعالى: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم} (1) وقلع الباب الذي يقلعه عشرون رجلا وينقله سبعون، وقد اعترف المخالف والمؤالف بأن قلعه لم يكن ممكنا بالقوة الجسدانية (2).
قال الفخر الرازي: وذلك لأن عليا كرم الله وجهه في ذلك الوقت انقطع نظره عن عالم الأجساد، وأشرقت الملائكة بأنوار عالم الكبرياء، فتقوى روحه وتشبه بجواهر الأرواح الملكية، وتطلعت فيه أضواء عالم القدس والعظمة، فلا جرم حصل له من القدرة ما قدر بها على ما لم يقدر عليه غيره (3).
وهو الذي بات على فراش النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مبيتا ينبئ عن علو شأنه، فقام جبرئيل وهو ناموس الوحي والعلم عند رأسه، وميكائيل وهو خازن الأرزاق عند رجليه، ونادى جبرئيل: بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب، يباهي الله بك الملائكة (4)، وأنزل