وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) : أنه إذا صعد (الصفا) استقبل الكعبة ، ثم يرفع يديه ، ثم يقول : «أللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذنْب أَذْنَبْتُهُ قَطُّ فَإنْ عُدْتُ فَعُدْ عَلىَّ بِالمَغْفِرَةِ فَإنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ أللَّهُمَّ افْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ فَإنَّكَ إنْ تَفعَلْ بي ما أَنتَ أَهلُهُ تَرْحَمْنِي وَإِنْ تُعَذِّبْنِي فَأَنْتَ غَنِىٌ عَنْ عَذابِي وَأنَا مُحْتاجٌ إلى رَحْمَتِكَ فَيا مَنْ أَنَا مُحْتاجٌ إلى رَحْمَتِهِ ارْحَمْنِيِ أللَّهُمَّ لاتَفْعَلْ بِي مَا أَنَا أَهْلُهُ فإِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ بِي مَا أَنَا أَهلُهُ تُعَذِّبْنِي وَلَمْ تَظْلِمْنِي أصْبَحْتُ أَتَّقِي عَدْلَكَ وَلا أَخافُ جَوْرَكَ فَيا مَنْ هُوَ عَدْلٌ لا يَجُورُ ارْحَمْنِي». وعن أبي عبد الله (عليه السلام) إن أردت أن يكثر مالك فأكثر من الوقوف على (الصفا) ويستحب أن يسعى ماشيا وأن يمشي مع سكينة ووقار حتى يأتي محل المنارة الأولى فيهرول إلى محل المنارة الاخرى ، ثم يمشي مع سكينة ووقار حتى يصعد على المروة فيصنع عليها كما صنع على (الصفا) ويرجع من المروة إلى الصفا على هذا النهج ، وإذا كان راكبا أسرع فيما بين المنارتين وينبغي أن يجدّ في البكاء ، ويدعو الله كثيرا ، ولا هرولة على النساء ، ويستحب أن يكون على طهارة من الحدث الاكبر والاصغر .
آداب إحرام الحجّ إلى الوقوف بعرفات
ما تقدّم من الاداب في الإحرام يجري في إحرام الحجّ أيضاً ، وإذا أحرم للحجّ وخرج من مكّة يلبي في طريقه غير رافع صوته ، حتى إذا أشرف على الابطح رفع صوته ، فإذا توجه إلى منى قال : «أللَّهُمَّ إيّاكَ أَرْجُو وَإيّاكَ أَدْعُوْ فَبَلِّغْنِي أَمَلِى وَأَصلِحْ لِي عَمَلِي». ثم يذهب إلى منى بسكينة ووقار مشتغلا بذكر الله سبحانه ، فإذا وصل إليها قال : «الْحَمْدُ للّهِ الَّذِي أَقْدَمَنِيها صَالِحاً فِي عافِيَة وَبَلَّغَنِي هذَا الْمَكانَ». ثم يقول : «أللَّهُمَّ هذِهِ مِنى وَهذِهِ مِمّا مَنَنْتَ بِها عَلَيْنا مِنَ الْمَناسِكِ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تَمُنَّ عَلَيْنا بِما مَنَنْتَ بِهِ عَلَى أنْبِيائِكَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُكَ وَفِي قَبْضَتِكَ». ويستحب له المبيت في منى ليلة عرفة ، يقضيها في طاعة الله تبارك وتعالى ، والافضل أن تكون عباداته ولا سيما صلواته في مسجد الخيف ، فإذا صلى الفجر عقّب إلى طلوع الشمس ثم يذهب إلى عرفات ، ولا بأس بخروجه من منى بعد طلوع الفجر .