لَهُ وَأَلْقَيْتَ عَلَيْهِ مَحَّبةً مِنْكَ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي غَفَرْتَ بِهِ لِمحَمَّد (صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَآلِهِ) مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَأَتْمَمْتَ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ أَنْ تَفْعَلَ بِي كَذا وَكَذا». ما أحببت من الدعاء .
وكلما انتهيت إلى باب الكعبة فصل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتقول فيما بين الركن اليماني والحجر الاسود : «رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ». وقل في الطواف : «اَللَّهُمَّ إنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإنِّي خائِفٌ مَسْتَجِيْرٌ فَلا تُغَيِّرْ جِسْمِى وَلاتُبَدِّلْ اِسْمِي». وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا بلغ الحجر قبل أن يبلغ الميزاب يرفع رأسه ، ثم يقول : اَللَّهُمَّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَأَجِرْنِي بِرَحْمَتِكَ مِنَ النَّارِ وَعافِنِي مِنَ السُّقْمِ وَأَوْسِعْ عَلَىَّ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلالِ وَادْرَأْ عَنِّى شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالإنْسِ وَشَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ». وفي الصحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، أنه لما انتهى إلى ظهر الكعبة حين يجوز الحجر قال : «يا ذَا المَنِّ وَالطَّوْلِ وَالجُوْدِ والْكَرَمِ إنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضاعِفْهُ لِي وَتَقَبَّلْهُ مِنِّى إنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ». وعن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أنه لما صار بحذاء الركن اليماني قام فرفع يديه ثم قال : «يا اللّهُ يا وَلِيَّ الْعَافِيَةِ وَيا خالِقَ العَافِيَةِ وَيا رَازِقَ الْعَافِيَةِ وَالْمُنْعِمَ بالْعَافِيَةِ وَالْمَنّانَ بالعَافِيَةِ وَالْمـُتَفَضِّلَ بَالْعَافِيَةِ عَلىَّ وَعَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ يا رَحْمنَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمَهُما صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَارْزُقْنا العَافِيَةَ وَدَوَامَ العَافِيَةِ وَتَمامَ العَافِيَةِ وشُكْرَ العَافِيَةِ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ». وفي الصحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إذا فرغت من طوافك وبلغت مؤخر الكعبة وهو بحذاء المستجار دون الركن اليماني بقليل فابسط يديك على البيت والصق بطنك (بدنك) وخدك بالبيت وقل : «اَللَّهُمَّ الْبَيْتُ بَيْتُكَ وَالْعَبْدُ عَبْدُكَ وَهَذا مَكانُ الْعائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ». ثم أقر لربك بما عملت ، فإنه ليس من عبد مؤمن يقرّ لربه بذنوبه في هذا المكان إلاّ غفر الله له إن شاء الله ، وتقول : «اَللَّهُمَّ مِنْ قِبَلِكَ الرَّوْحُ وَالفَرَجُ وَالعَافِيَةُ اَللَّهُمَّ إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضاعِفْهُ لِي وَاغْفِرْ لِي مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنِّى وَخَفِىَ عَلَى خَلْقِكَ». ثم تستجير بالله من النار وتخير لنفسك من الدعاء ، ثم استلم الركن اليماني ثم إئت الحجر الاسود .
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : ثم استقبل الركن اليماني والركن الذي فيه الحجر الاسود واختم به وتقول : «اَللَّهُمَّ قَنِّعْنِي بِما رَزَقْتَنِى وَبَارِكْ لِي فِيَما آتَيْتَنِي». ومن جملة ما يستحب للطائف ما يلي :
(١) استلام الأركان كلها في كل شوط ، ويتأكد استحباب استلام الركن اليماني والركن الذي فيه الحجر وتقبيلهما ووضع الخد عليهما ، والدعاء عند الركن اليماني .
(٢) التزام المستجار في الشوط السابع .
(٣) أن يقول عند استلام الحجر الاسود : «أمَانَتِي أدَّيْتُهَا وَمِيْثاقِى تَعاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ لِي بِالمُوافَاةِ». (4) تكرار الطواف ، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : إن الله تبارك وتعالى جعل حول الكعبة عشرين ومائة رحمة ، منها ستون للطائفين وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين .
(5) الطواف حين تزول الشمس حاسرا عن رأسه ، حافيا يقارب بين خُطاه ويغضّ بصره ويستلم الحجر في كل طواف من غير أن يؤذي أحداً ولا يقطع ذكر الله عن لسانه .