(المسألة 26):
من السبق المطلوب الراجح أن يتقدم الطبيب في صناعته حتى تكون له الأولية والتفوق الكبير على أقرانه في كشف الأمراض الخبيثة والمستعصية، وعلاج المصابين بها من بني الانسان، وإزالة الأوباء والأخطار بذلك عن حياة كثير من الموبوئين والمعذبين في هذه الحياة، ومن السبق المرغوب فيه أن يتقدم السابق فيه في علوم الصيدلة فيكتشف العقاقير والأدوية الحاسمة للأدواء المتوطنة المزمنة، و التي تزيل البؤس والتعاسة عن نفوس بائسة يائسة، وتعيد لها نضرة الحياة وبهجة الأمل، ومن السبق المهم أن يتقدم الصانع في صنعته ويفوق أقرانه وزملاؤه فيها، و يصبح قدوة ومثلا عاليا لهم في اتقان العمل، ودقة الصنعة وكثرة الانتاج، ومن السبق أن يبرع الخطاط ويبدع في جمال خطه، ودقي فنه ويحرز الأولية، والفوز بين زملائه وهكذا في كل مجال من الصناعات والعلوم والفنون المباحة والنافعة في هذه الحياة فيمكن فيه السبق ويجوز فيها التسابق واحراز الفوز والأولية وتجري فيها الأحكام التي تقدم في المسألة الماضية.
(المسألة 27):
الاسلام دين الجد والتكامل والارتقاء الاختياري في كل المجالات التي يمر بها المسلم منذ نعومة أظفاره، فهو يحب للتلميذ الصغير من أبنائه منذ مراحله الأولى أن يتقدم في تعلمه وتلقيه، ويسبق على أترابه، ويحوز الأولية في جميع أشواطه، ويحب للشاب في مراحله المتوسطة أن يتقدم كذلك حتى يبذ أقرانه ويكون السبق له عادة مستمرة، ويحب له في مراحله المنتهية أن يصبح السعي والجد المتفوق على الآخرين عادة مستقرة في أعماقه، فلا يقر ولا يهدأ حتى ينال