(المسألة 23):
تحرم الأعمال التي تعد من اللعب واللهو عرفا، وتكون هذه الأعمال مع الاجتماع لها لهذه الغاية أشد حرمة وجرما، ثم هي مع استصغار أمرها والاستهانة بنهي الله عنها تكون أشد من ذلك تحريما ومقتا وعقوبة عند الله، فإذا تعاظم الاستصغار لها وبلغ إلى درجة الاصرار على معصية الله والتمرن والاعتياد عليها اشتد الأمر فيها وتعقد وتلبد وكلما ازداد الاصرار والاعتياد كبرت الجريمة والعقوبة والمقت من الله سبحانه ثم يكون تأثيرها أشد وأعمق وجرحها أنكى وأمض إذا هي وقعت في أدوار الشباب، وهي زهرة الحياة وأيام التفتح والبناء النافع المجدي للشخصية المؤمنة المتكاملة، فلا بد من اليقظة، ولا بد من الوعي ولا بد من الحذر، وخصوصا في العصور التي كثرت فيها الدعايات لهذه الأمور وتنوعت أسباب الاغراء والفتنة بها وأساليب الدعوة إليها: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا، إنما يدعو حربه ليكونوا من أصحاب السعير).
(يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا، واتقوا الله لعلكم تفلحون).
(المسألة 24):
يجوز التنافس في الأعمال الراجحة في الحياة الدنيا، وفي الأعمال المباحة فيها من الله (عز وجل) ولم يرد فيها منه نهي ولا تحريم، ويجوز التسابق فيها مع العقلاء، فالتنافس والتسابق إذا كان صحيحا مستقيما في أساليبه وغاياته فهو وسيلة كبرى من وسائل الابداع في الفكر، والارتقاء في الحياة والابتكار في الأمور والاعتماد على النفس والذكاء والمواهب، والتحرر الذاتي عن التبيعات والنفع الكبير الكثير للنفس وللإخوان من بني الانسان، شريطة أن لا يشغل المؤمنون