أيضا بما أنهم من بيت النبوة تكون من شؤونها أيضا.
بل تراهم يرون الخمس مجعولا لشخص الإمام المعصوم والسادة الفقراء فقط بالمناصفة.
ومن التفت إلى كثرة مقدار الخمس وسعته ونسبته إلى مقدار الزكاة المشروع عندهم في خصوص الأشياء التسعة المعروفة بحدودها وشروطها، ونسبة عدد السادة الفقراء إلى جميع المصارف الثمانية للزكاة التي منها جميع الفقراء غير السادة وجميع سبل الخير المشاريع العامة بل وفقراء السادة أيضا بالنسبة إلى زكاة أنفسهم يظهر له بالوجدان بطلان ما ذكروه.
والعمدة أن أصحابنا لبعدهم عن ميدان السياسة والحكم لم يخطر ببالهم ارتباط هذه المسائل ولا سيما الأنفال والأموال العامة بباب الحكومة وسعة نطاقها واحتياجها إلى نظام مالي واسع وانصرف لفظ الإمام الوارد في أخبار الباب في أذهانهم إلى خصوص الأئمة الاثني عشر المعصومين عندنا وحملوا الملكية للإمام على الملكية الشخصية، فتدبر جيدا.
وقد يحتمل بعيدا أن يراد بما ورد من كون الدنيا وما فيها للإمام أو الأرض وما أخرج الله منها لهم أنهم بمقاماتهم العالية ووجوداتهم الكاملة عصارة الكون وخلاصة الخلقة، فهم غاية الخلقة وثمرة شجرة الطبيعة. فصاحب البستان إذا غرس في بستان أشجارا من أنواع مختلفة فهدفه الأصلي الثمرات الحلوة المجنية منها ويصح له أن يقول: ما عمرت البستان ولا غرست الأشجار وأدمت سقايتها إلا لهذه الثمرات العالية الغالية، وهذا أيضا معنى ما ورد من قوله: " لولاك ما خلقت الأفلاك ". (1)