دعاى امام سجاد (عليه السلام) در روز عرفه
أَنْتَ الَّذي لا تُحَّدُّ فَتَكُونَ مَحْدُوداً، ولَمْ تُمَثَّلْ فَتَكُونَ مَوْجُوداً، وَلَمْ تَلِدْ فَتَكُونَ مَوْلُوداً. أَنْتَ الَّذي لا ضِدَّ مَعَكَ فَيعانِدَكَ، وَلا عِدْلَ لَكَ فَيكاثِرَكَ، وَلا نِدَّ لَكَ فَيعارِضَكَ. أَنْتَ الَّذِي ابْتَدَأَ وَاخْتَرَعَ، وَاسْتَحْدَثَ وَابْتَدَعَ، وَأَحْسَنَ صُنْعَ ما صَنَعَ.
سُبْحانَكَ ما أَجَلَّ شَأْنَكَ! وَأسْنى فِي الاْماكِنِ مَكانَكَ! وَأَصْدَعَ بِالْحَقِّ فُرْقانَكَ! سُبْحانَكَ مِنْ لَطيف ما أَلْطَفَكَ! وَرَؤُوف ما أَرْأَفَكَ! وَحَكيم ما أَعْرَفَكَ! سُبْحانَكَ مِنْ مَليك ما أَمْنَعَكَ! وَجَواد ما أَوْسَعَكَ! وَرَفيع ما أَرْفَعَكَ! ذُو الْبَهاءِ وَالْمَجْدِ، وَالْكِبْرِياءِ وَالْحَمْدِ. سُبْحانَكَ بَسَطْتَ بِالْخَيراتِ يدَكَ، وَعُرِفَتِ الْهِدايةُ مِنْ عِنْدِكَ، فَمَنِ الْتَمَسَكَ لِدين أَوْ دُنْيا وَجَدَكَ. سُبْحانَكَ خَضَعَ لَكَ مَنْ جَرى في عِلْمِكَ، وَخَشَعَ لِعَظَمَتِكَ ما دُونَ عَرْشِكَ، وَانْقادَ لِلتَّسْليمِ لَكَ كُلُّ خَلْقِكَ. سُبْحانَكَ لا تُحَسُّ، وَلا تُجَسُّ، وَلا تُمَسُّ، وَلا تُكادُ، وَلا تُماطُ، وَلا تُنازَعُ، وَلا تُجارى، وَلا تُمارى، وَلا تُخادَعُ، وَلا تُماكَرُ. سُبْحانَك سَبيلُكَ جَدَدٌ، وَأَمْرُكَ رَشَدٌ، وَأَنْتَ حَىٌّ صَمَدٌ. سُبْحانَكَ قَوْلُكَ حُكْمٌ، وَقَضاؤُكَ حَتْمٌ، وَإِرادَتُك عَزْمٌ. سُبْحانَكَ لا رادَّ لِمَشِيتِكَ، وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ. سُبْحانَكَ باهِرَ الاْياتِ، فاطِرَ السَّماواتِ، بارِئَ النَّسَماتِ. لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يدُومُ بِدَوامِكَ. وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً خالِداً بِنِعْمَتِكَ.
وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يوازي صُنْعَكَ. وَلَك الْحَمْدُ حَمْداً يزيدُ عَلى رِضاكَ. وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً مَعَ حَمْدِ كُلِّ حامِد، وَشُكْراً يقْصُرُ عنْهُ شُكْرُ كُلِّ شاكِر، حَمْداً لا ينْبَغي إِلاّ لَكَ، وَلا يتَقَرَّبُ بِهِ إِلاّ إِلَيكَ، حَمْداً يسْتَدامُ بِهِ الاْوَّلُ، وَيسْتَدْعى بِهِ دَوامُ الاْخِرِ، حَمْداً يتَضاعَفُ عَلى كُرُورِ الاْزْمِنَةِ، وَيتَزايدُ أَضْعافاً مُتَرادِفَةً، حَمْداً يعْجِزُ عَنْ إِحْصائِهِ الْحَفَظَةُ، وَيزيدُ عَلى ما أَحْصَتْهُ في كِتابِكَ الْكَتَبَةُ، حَمْداً يوازِنُ عَرْشَكَ الْمَجيدَ، وَيعادِلُ كُرْسِيكَ الرَّفيعَ، حَمْداً يكْمُلُ لَدَيكَ ثَوابُهُ، وَيسْتَغْرِقُ كُلَّ جَزاء جَزاؤُهُ، حَمْداً ظاهِرُهُ وَفْقٌ لِباطِنِهِ، وَباطِنُهُ وَفْقٌ لِصِدْقِ النِّيةِ فيهِ، حَمْداً لَمْ يحْمَدْكَ خَلْقٌ مِثْلَهُ، وَلا يعْرِفُ أَحَدٌ سِواكَ فَضْلَهُ، حَمْداً يعانُ مَنِ اجْتَهَدَ في تَعْديدِهِ، وَيؤَيدُ مَنْ أَغْرَقَ نَزْعاً في تَوْفِيتِهِ، حَمْداً يجْمَعُ ما خَلَقْتَ مِنَ الْحَمْدِ،