الملك بن عمير، قال: فأتى ذلك الخبر حسيناً وهو بزبالة، فأخرج للناس كتاباً، فقرأ عليهم:
بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم
أما بعد، فانه قد أتانا خبر فظيع، قتل مسلم بن عقيل وهانى ء بن عروة وعبد اللَّه بن يقطر، وقد خذلتنا شيعتنا، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف، ليس عليه منا ذمام.
قال: فتفرق الناس عنه تفرقاً، فأخذوا يميناً وشمالًا حتى بقي في أصحابه الذين جاءوا معه من المدينة، وانما فعل ذلك لأنه ظن انما اتبعه الأعراب، لأنهم ظنوا أنه يأتي بلداً قد استقامت له طاعة أهله، فكره أن يسيروا معه الّا وهم يعلمون علام يقدمون، وقد علم أنهم إذا بين لهم لم يصحبه الّا من يريد مواساته والموت معه» «1».
11- بطن العقبة، أو عقبة البطن: قال المفيد: «حتى مر ببطن العقبة فنزل عليها فلقيه شيخ من بني عكرمة يقال له عمرو بن لوان فسأله: أين تريد؟ فقال له الحسين عليه السّلام: الكوفة. فقال الشيخ: أنشدك لما انصرفت فواللَّه ما تقدم إلّا على الأسنة وحدّ السيوف، وان هؤلاء الذين بعثوا اليك لو كانوا كفوك مؤونة القتال ووطأوا لك الأشياء فقدمت عليهم كان ذلك رأياً، فأما على هذه الحال التي تذكر فاني لا أرى لك أن تفعل فقال له: يا عبد اللَّه ليس يخفى علي الرأي، وان اللَّه تعالى لا يغلب على أمره ثم قال: واللَّه لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي فإذا فعلوا سلط اللَّه عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل فرق الأمم» «2».