قال المفيد: «وهو (أي الحر) يقول له: يا حسين اني اذكرك اللَّه في نفسك فاني اشهد لئن قاتلت لتقتلن. فقال له الحسين عليه السّلام: أفبالموت تخوفني؟
وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني، وسأقول كما قال اخو الأوس لابن عمه، وهو يريد نصرة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فخوفه ابن عمه وقال: اين تذهب فانك مقتول فقال:
سأمضي وبالموت عارٌ على الفتى | إذا ما نوى حقاً وجاهد مسلماً | |
وواسى الرجال الصالحين بنفسه | وفارق مثبوراً وخالف مجرماً | |
فان عشت لم اندم وان مُت لم ألم | كفى بك ذلّا أن تعيش وتُرغما |
فلما سمع ذلك الحر تنحى عنه، وكان يسير بأصحابه ناحية والحسين عليه السّلام في ناحية أخرى» «2».
قال الطبري: «قام حسين بذي حُسُم، فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: انه قد نزل من الأمر ما قد ترون، وان الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها، فلم يبق منها الّا صبابة كصبابة الأناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون أن الحق